إن المطالع لسيرة السخاوي ﵀ يجد اهتمام والده به واضحًا منذ طفولته، فقد أدخله الكتَّاب، ثم صار ينقله من شيخ إلى شيخ، فإنه لما تعلم مبادئ القراءة في المكتب - الكتَّاب - نقله أبوه إلى مدرس آخر، فقرأ عليه القرآن حتى أتمه وهو صغير ولم تذكر المصادر في أي سنة حفظ القرآن إلا أن حرص والده عليه وذكاءه يدلان على أنه حفظه في سن مبكرة، ثم تدرب على الإمامة فصلى بالناس التراويح في رمضان فيما يسمونه بمصر الزوايا، وهذا يدل على أنه صلى بهم وهو صغير؛ لأن الزاوية ليست مسجدًا كما هو معلوم، فكأنه أراد ضبط حفظه فصلى في هذه الزاوية التراويح بالناس. ثم بعد هذا انتقل إلى شيخ آخر فقرأ عليه التجويد وضبط عليه القرآن وهو الشيخ محمد بن أحمد النحريري، فلما أتم حفظ القرآن وجوده بدأ بحفظ كثير من المتون.
ولزم البرهان بن خضر أحد علماء العربية في زمانه، فقرأ عليه غالب "شرح الألفية" لابن عقيل، وسمع الكثير من توضيحها لابن هشام، وأملى عليه عدة كراريس من مقدمة العربية.
وقرأ كذلك على الحناوي النحوي "مقدمة الدرة المضية" في النحو، وقرأ الفقه