للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتعديل، وإليه يشار في ذلك. ولقد قال بعض العلماء لم يأت بعد الحافظ الذهبي مثله سلك هذا المذهب، وبعده مات فن الحديث، وأسف الناس على فقده ولم يخلف بعده مثله) (١).

وقد وقعت بينه وبين بعض معاصريه وأشهرهم السيوطي منافسة وردود، وتكلم كل واحد منهما في الآخر، فأصاب من وجه وأخطأ من وجه، والله يغفر لهما. وعلى أي حالٍ فقد أجاد كل منهما في علوم شتى وإن كان عندهما نقص واضح في علم أصول الدين لقلة هذا العلم وأهله في ذلك الزمان (٢)، والله أعلم.

* المبحث السادس: مذهبه وعقيدته:

انتشر في مصر أيام السخاوي المذهب الشافعي في الفقه، وكان من أهم العوامل على انتشاره اعتناق سلاطين البلاد المذهب الشافعي، وتقديمهم علماء الشافعية على غيرهم. وقد ذكر المصنف عن نفسه أنه شافعي المذهب، وهكذا ذكر كل من ترجم له، كالشوكاني، والغزي، وغيرهما. ولكنه - والله أعلم - لم يكن من المتعصبين للمذهب، وإن كان كغيره في ذلك الزمان لا يرى الإجتهاد سائغًا، ولكن دراسة الحديث ولا سيما على شيخه الحافظ ابن حجر قد أثرت عليه فربما رجح بعض الأقوال المخالفة لمذهب الشافعية.

أما معتقده، فإن المعتقد السائد في تلك البلاد في ذلك العصر هو معتقد المتكلمين الأشاعرة، وهو وإن درس هذه العقيدة إلا أنه لم يكن من الجامدين عليها، بل إنه قد يخالفها ويعمل بما صح من الأحاديث في المسألة أسوة بشيخه ابن حجر في "فتح الباري"، وهذا كله ببركة الحديث الشريف.


(١) "البدر الطالع": (٢/ ١٨٥ - ١٨٦).
(٢) "المصدر السابق": (١/ ٣٢٨ - ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>