للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (١).

قال ابن جرير ﵀: (يقول الله تعالى ذكره لنبيه محمد: قل يا محمد لسائليك عن الساعة أيان مرساها ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا﴾ يقول: لا أقدر على اجتلاب نفع لنفسي ولا دفع ضر يحل بها عنها إلا ما شاء الله أن أملكه من ذلك بأن يقويني عليه ويعينني ولو كنت أعلم ما هو كائن مما لم يكن بعد ﴿لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ﴾ يقول: لأعددت الكثير من الخير) (٢).

وقال ابن كثير ﵀: (أمر الله تعالى نبيه ﷺ إذا سئل عن وقت الساعة أن يرد علمها إلى الله تعالى، فإنه هو الذي يجليها لوقتها، أي: يعلم جلية أمرها ومتى تكون على التحديد لا يعلم ذلك إلا هو تعالى، ولهذا قال: ﴿ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: ثقل علم وقتها على أهل السموات والأرض) (٣).

وقال القرطبي ﵀: (أي: لا أملك أن أجلب إلى نفسي خيرًا ولا أدفع عنها شرًّا فكيف أملك علم الساعة) (٤).

وقد دلت السنة كذلك على إخبار النبي ﷺ عن نفسه بعدم علمه بوقت الساعة كما في حديث جبريل المشهور: "قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل" (٥).

وعن عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في


(١) سورة الأعراف، الآيتان: ١٨٧ - ١٨٨.
(٢) "تفسير ابن جرير": (٩/ ١٤٢).
(٣) "تفسير ابن كثير": (٢/ ٢٧١).
(٤) "تفسير القرطبي": (٧/ ٣٣٦).
(٥) رواه البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>