للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وصفاته العلى - بكلام لا يفهم، ككلام الأعاجم يثبت لفظه ولا يفهم معناه، وهذا عين الضلال والعياذ بالله.
٢ - أن ينفى عن الله Object ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله Object، من دون تعطيل، وهذا النفي نفي غير محض بل هو يتضمن إثبات كمال ضده، فإذا قلت ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ فمعناه نفي الظلم عنه وإثبات كمال ضده وهو عدله Object وهكذا.
٣ - اليأس وقطع الطمع عن إدراك كيفية هذه الصفات، ومعناه أن العقول البشرية محدودة المعرفة، وقد حجب الله Object عنها علم كيفية صفاته Object؛ لأن الكيفية لا تعلم إلا بأمور:
أ - مشاهدة الشيء.
ب - مشاهدة نظيره.
ج - أو الخبر الصادق عنه.
ولما لم نتعرف على كيفية صفات الله بجميع حواسنا، ولم نعلم كيفية صفات نظيره؛ لأنه Object لا نظير له ولا ند ولا كفؤ.
لم يبق إلا الخبر الصادق عنه أو عن رسوله Object، ولم يأت الخبر عن الكيفية فوجب الوقوف عند النصوص في ذلك والسكوت عما سكت عنه السلف الصالح Object.
أما القبضة، فهي ثابتة لله Object كما قال سبحانه: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧)﴾ [الزمر: ٦٧].
وعن ابن عمر Object عن رسول الله Object أنه قال: "إن الله يقبض يوم القيامةَ الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك" رواه البخاري في التوحيد: (١٣٦)، ومسلم: (٤/ ٢١٤٨)، واللفظ للبخاري، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وابن مسعود.
انظر: "التوحيد" لابن خزيمة: (١/ ١٦٦ - ١٧٣).
والقبض هنا دليل على إثبات صفة اليدين لله Object؛ لأن القبض صفة لهما. قال ابن القيم Object: (ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع، وورد متنوعًا متصرفًا فيه مقرونًا على أنها يد حقيقية من الإمساك، والطي، والقبض، والبسط، والمصافحة، والحثيات، والنضح باليد، والخلق باليدين) إلى آخر ما ذكر. "مختصر الصواعق": (ص ٣٤٨).
وبعد هذا يتبين لك أن ما ذهب إليه السخاوي Object من تأويل الأصابع والقبضة بل واليد إلى الملك والقهر خطأ عظيم خالف فيه الكتاب والسنة واللغة وسلف الأُمة والذي حمله على هذا ظنه أن في تأويله لصفة اليد والأصابع تنزيه لله Object عن مشابهة المخلوقين، والجواب أن يقال: قال تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ﴾ [البقرة: ١٤٠]، وقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧].