مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أقفه عند كل آية وأسأله عنها، وقد تلقّوا ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد ذكر ابن تيمية.
وإذا كانت الحال هكذا فليحذر الناصح لنفسه مما تهوّك به المتأخرون من خوضهم في معاني الكتاب والسنة بآرائهم وأهوائهم وجهالاتهم حتى زعم بعضهم أن آيات الخلق لم يكن يُعرف معناها وقت نزول القرآن؛ وإنما عُرفت بعد انبثاق هذه العلوم. (١)
فقوله:(مع أن الإسلام رفع راية العلم والتعلم في أول آيات نزلت) من أبطل الباطل وأكذب الكذب حيث يقصد هذه العلوم والتجارب والأبحاث وإنه ليليق بالمتأخرين هذا التخليط وإنما رفع الإسلام راية العلم بالله ودينه فقط، وذمّ ما سواه من العلوم التي لما جاءت أهلها رسلهم بالبينات فرحوا بها.
(١) وقد ألّفت كتاباً كبيراً رداً على أرباب إعجاز القرآن المزعوم واسمه: (الفرقان في بيان إعجاز القرآن) وقد بيّنت فيه ضلال عبد المجيد الزنداني وغيره ممن سلكوا هذا المسلك الخطير.