للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الذي وقع وما عُلم من إكرام الله تعالى لأهل طاعته وجَعْل العاقبة لهم وانتقامه من أهل معصيته وجَعْل الدائرة عليهم: فيه عبرة تبين أمره ونهيه ووعده ووعيده وغيره ذلك مما يوافق القرآن. إلى آخره.

اعلم أن هذه الآية يستدل بها المتأخرون على علومهم وتجاربهم خلاف ما ذكر الشيخ وخلاف ما كان عليه السلف ويجعلون الضمير فيها يعود إلى الله وهو يعود على القرآن كما بيّن الشيخ، وهذه الآية تشبه قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض} الآية. حيث يستدل بها المتأخرون على الأبحاث والتنقيب في الأرض وقد بيّنت بطلان ذلك ولله الحمد من كلام علمائنا في: [هداية الحيران] وذكرت معناها الصحيح. وكم وكم من آية فسروها بآرائهم وأهوائهم كذلك الأحاديث، ثم قد يظن هؤلاء أن السلف ينكرون النظر والاعتبار والتفكر وليس كذلك.

قال ابن تيمية: " فإن أهل السنة والحديث لا ينكرون ما جاء به القرآن "، هذا أصل متفق عليه بينهم، والله قد أمر بالنظر والاعتبار والتفكر والتدبر في غير آية، ولا يُعرف عن أحد من سلف الأمة ولا ائمة السنة وعلمائها أنه أنكر ذلك.

وذكر كلاماً ثم قال: فإنهم أنكروا ما ابتدعه المتكلمون من باطل نظرهم وكلامهم واستدلالهم. (١)


(١) الفتاوى، ٤/ ٥٦.

<<  <   >  >>