كذلك هؤلاء يستدلون بالآيات التي فيها الأمر بالنظر والتفكر والاعتبار على علومهم المحدثة ولو أنكر عليهم أحد لقالوا:(إن الله أمر بالقرآن بذلك)، فتأمل كلام الشيخ أن أهل السنة ينكرون ما ابتدعه المتكلمون من الطريقة التي يثبتون بها وجود الله مع أنها فطريّة كذلك المتأخرون أشبهوهم في ذلك، وقد يطول علينا نقل تفاسير السلف للآيات المذكورة وغيرها وكذلك الأحاديث وإنما أحيل على كلام السلف في ذلك.
ثم ذكر المؤلف عنواناً هو:[تشريف الكتاب والسنة للعلم].
واستدل بآيات من القرآن وأحاديث من السنة فيها فضل وشرف العلم والعلماء ومعلوم أنه لا يرى تخصيص ذلك بالعلم الشرعي والعلماء الشرعيين كما تقدم من كلامه وكما هو منتشر ومشهور من كلام المتأخرين، ولذلك قال: فقد نهج الإسلام منهجاً مخالفاً لغيره من الأديان بل دعا إلى العلم ونهج هذا المنهج.
وهذا المنهج الإسلامي في الدعوة إلى العلم يقوم على دعامتين:
أ- في نقل الاستفادة من خبرة غيرنا فقد قال الله تعالى:{إن في ذلك لذكرى من لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}.