وتالله لولا خشية الله وحده ... لزعزع من هذا السرير جوانبه
فذهب عنها حتى أصبح فسأل عنها فأخبر أن زوجها غائب فأجرى على المرأة نفقة وكتب أن يقتلوا زوجها وأنشد لعرفجة الخزاعية في أخيها ورقة وقتلته جهينة:
ودعنا فارس بشكته ... في ملتقى الخيل خالياً ورقه
بطعنة نواعرها عند ... مجال الخيول متفقة
تمج من صابك على بشر ... كأنما ثوبه به علقه
لما رأى عامراً وأخواتها ... على عتاق لوقعها صلقه
يزجون خوص العيون شازبة ... كأنها بالحبيك منبفقة
جرد خماص البطون لاحقة ... سيوفهم في أكفهم أنقة
ساقوه الينا الكماة معلمة ... يقودها في عناقها العرقة
جهين لا تقطعي مودتنا ... وحلفنا والخيول منطلقة
واسجحي اذ ملكت في مهل ... وارعي جواراً حباله علقه
أفلح من جاره خزاعة في الجذب ... وبيض الصفاح مؤتلقة
وأنشدني المراني قال أنشدني أبو سعد الحنفي قال أنشدني أبومجيب لأم قيس الضبية ترثي ابنها:
من للخصوم إذا طال الضجاج بهم ... بعد أن سعد ومن للضمر القود
وموقف قد كفيت الغائبين به ... في مجمع نواصي الناس مشهود
فرجته بلسان غير ملتبس ... عند الحفاظ وقلب غير مبلود
اذا قناة امرئي ازري بها خور ... هز ابن سعد قناة صلبه العرد
وقالت أم عمرو بنت المكدم ترثي أخاها ربيعة بن مكدم:
ما بال عينك منها الدمع مهراق ... سجلاً فلا عازب منها ولا راق
أبكي على هالك أودى وأورثني ... بعد التفرق حراً حزنه باقي
لو كان يرجع ميتاً وجد مشفقة ... ابقي أخي سالماً وجدي واشفاقي