وأنشد الزبير لامرأة:
فلو أن ما لقي وما بي من الهوى ... بارعن ركناه صفا وحديد
تقطر من وجد وذاب حديده ... وأمسى تراه العين وهو عميد
ثلاثون يوماً كل يوم وليلة ... أموت وأحيا ان ذا لشديد
مسافة أرض الشام ويحك قربى ... إلينا ابن جواب يزيد أريد
فليت ابن جواب من الناس حظنا ... وان لنا في الناس يعد خلود
وقالت الدحداحة امرأة من بني فقيم تهجو الفرزدق حين هجا فقيما:
فيشلة هدلاء ذات شعشق ... مشرفة اليانوخ والمحوق
قهبلس ذات حفاف أخلق ... محبوكة ذات شبا مدلق
نيطت بحقوى فطم عشنق ... شراب البان خلايا محنق
اذا انتحى للاسكتين أحزق ... مصمم إذا سطا مطبق
يساكين الحرما لم يفتق ... أولجته في فقحة الفرزدق
قال فهرب منها فقالت:
إن دعى غالب هماماً ... أنكرت منه شعراً تواماً
قين لقين يرفع البراما ... من معشر وجدتهم لئاماً
ليسوا إذا ما نسبوا كراماً ... سود الوجوه عذلاً ابراماً
لو ترك القطا إذا لناما ... هذا مقامي فاتخذ مقاماً
اذكره الفرزدق الرحاما ... لما رآني أسرع انهزاماً
وقالت الدحداحة:
حججت على أم الفرزدق حجة ... فبت أواري ظهر جعثن أدبرا
فرد عليها:
قتلت قتيلاً لم ير الناس مثله ... أقبله ذا تومتين مسورا
حملت عليه حملة فطعنته ... وغادرته فوق الحشايا مكورا
ترى جرحه من بعد ما قد طعنته ... يفوح يلنجوجاً ومسكاً وعنبرا
فلا هو يوم الزحف بارز قرنه ... ولا هو ولى حين لاقى فأدبرا
بني دارم ما تأمرون بشاعر ... برود الثنايا لا يزال مزعفرا
اذا ما هو استلقى رأيت جهازه ... كمقطع عنق الناب ويدا واحمرا
فهل يغلبني شاعر رمحه استه ... اعد ليوم الروع درجاً ومجمرا