بسرعة (١٨٦) ألف ميل في الثانية، وهذا مقياس المسفات بين المخلوقات السماوية "العالم العلوي".
وكذلك إذا أمعن النظر في العالم السفلي، وما لاح فيه من آثار حكم الله - جل جلاله - في تخليق الأمهات، والمولدات من الجمادات، والنباتات، وجميع الكائنات الحية، وأصناف أقسامها وأحوالها، علم أن هذه الأنواع لا قدرة للبشر على حصرها، ولا كشف منتهى ما فيها من حكمته سيحانه، وأسرار الخلق والابداع الذي أجراه جلّت قدرته، قال الله تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(١)، وعلم أن قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} مشتمل على ألف ألف مسألة، أو أقل أو أكثر، هذا قول الرازي"مليون مسألة".
وأقول: بل على مسائل لا يعلم حصرها إلا الله - عز وجل -، ويتبين للناظر أن قوله تعالى:{رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيه لفت نظر إلى كل ما ورد ذكره في القرآن الكريم، ولا نريد الإطالة بسرد الآيات الواردة في