وعهد بالأمر من بعد لابنه يزيد وهو حي له على المسلمين الأمر والنهي، وله حق الطاعة في غير معصية الله، وليس تولية المفضول حرام مع وجود الفاضل، ولا شك أن الفاضل أولى، ولكنها جائزة شرعا وعقلا، والحسن عند الناس أفضل من معاوية، ولم يعترض على تنازله أهل السنة لأنه حق وافق خبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال حميد بن عبد الرحمن: دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حين استخلف يزيد بن معاوية، فقال: أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد، لا أفقه منها فقهاً، ولا أعظمها فيها شرفاً؟ ، قلنا: نعم، قال: وأنا أقول ذلك، ولكن لأن تجتمع أمة محمد أحب إليَّ من أن تفترق أرأيتم باباً لو دخل فيه أمة محمد وسعهم، أكان يعجز عن رجل واحد لو دخل فيه؟ ، قلنا: لا. قال: أرأيتم لو أن أمّة محمد قال كل رجل منهم: لا أهريق دم أخي، ولا آخذ ماله، أكان هذا يسعهم؟ ، قلنا: نعم، قال: فذلك ما أقول لكم (١).