أجمع الصحابة على مناصحة الحسين - رضي الله عنه -، ولم يخالفوه في عدم صلاحية يزيد للولاية من كل وجه، ولكن خالفوه في أمور كان يجب عليه أن يدقق النظر فيها، وأن يستخلص منها العبر المفيدة، وعليها يبني خطة المواجهة، بحسابات دقيقة ومدروسة فالتوكل والثقة بالله أمر مطلوب في كل حال، ولكن مع عدم إغفال قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعقلها وتوكل»(١) والأهلية وحدها لا تكفي، بل لابد من الشوكة، فكان يجب التالي:
١ ـ النظر في تاريخ الأنصار لاستخلاص قوة أو ضعف الولاء حين اشتداد البأس، وذلك أن الذين كاتبوه وطالبوا بخروجه إليهم ليبايعوه هم الذي قتلوا أباه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وطعنوا أخاه الحسن - رضي الله عنه -، وهنا علامة استفهام كبيرة جدا حول الصدق في الولاء، وذلك أن الأنصار بعد الله - عز وجل - هم الأُس المهم في إظهار الحق وقمع الباطل.