للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من العطاء، وسيساقون إلى الثغور وسينالهم العقاب الشديد (١).

١١ ـ لم يقف ابن زياد عند هذا الحد من المواجهة بالتخذيل، فاستخدم الآباء في إضعاف عزيمة أبنائهم وثنيهم عن المواجهة، وكذلك الأمهات في التأثير على أولادهن، فيقولون: لم تستقبلون الحرب والشر، وسيأتيكم أهل الشام، فأخذ الإرجاف والتخويف يعمل عمله في صفوف المناصرين لمسلم، فأخذوا يتسللون لواذا عن مسلم، فلم يحل المساء إلا وقد تفرق عنه الأنصار، ولم يبق من أربعة آلاف سوى ما بين ثلاثمائة وخمسمائة رجل (٢).

ويستمر ابن زياد في الحرب النفسية ضد كل من يناصر مسلم بن عقيل، ولم يكن مسلم كفئا في المكر والدها لعبيد الله، فواجه من كان مع عبيد الله من كان مع مسلم من القبائل بأقوامهم، فأمر ابن زياد نفرا من الوجهاء منهم: عبيد الله بن كثير بن شهاب الحارثي أمره أن يخرج فيمن أطاعه من


(١) تاريخ الطبري ٦/ ٢٩٣.
(٢) تاريخ الطبري ٦/ ٢٩٣.

<<  <   >  >>