للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمسلم عدم الدخول في هذه المنازلة وقد علم حال مناصريه، ولعدم التكافؤ بين الطرفين لم تدم المعركة إلا قليلا، فقد تنبه القعقاع بن شور إلى أن المقاتلين إنما يقاتلون لأجل النجاة، عند ذلك أمر بإفساح الطريق لهم، فهربوا نحو المسجد، ولما أمسى المساء تفرق الناس، وبقي مسلم بن عقيل وحيداً في طرقات الكوفة (١)، وهنا بان الصبح لذي عينين، ولنا أن نتذكر نصائح الصحابة والتابعين للحسين - رضي الله عنه - بعدم الخروج.

تحقق غدر الشيعة لمسلم بن عقيل رحمه الله، ولكنه غامر هو ومن معه، وما ذاك إلا لعلمه بعدم النجاة لو استسلم، ففضل المقاومة على الاستسلام ولاسيما والنتيجة واحدة، وقد أدرك ذلك حين قبض عليه ابن الأشعث بعد مقاومة من مسلم أعطي بها الأمان (٢)، وفي الطريق نحو ابن زياد بكى مسلم، فقيل له: إن من يطلب مثل ما تطلب لا يبكي إذا نزل به مثل الذي نزل بك.


(١) تاريخ الطبري ٦/ ٢٩٣.
(٢) السير ٣/ ٣٠٨.

<<  <   >  >>