(٢) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (٦٧٤٨) ، والإمام أحمد في "المسند" (٤/٢٣ رقم ١٦٢٩٦) ، وأبو داود في "سننه" (١٤٣٩) ، والترمذي في "جامعه" (٤٧٠) ، والنسائي في "سننه" (٣/٢٢٩-٢٣٠ رقم ١٦٧٩) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (١١٠١) ، وابن حبان (٢٤٤٩) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (٨/١٥٦ رقم١٦٦ و١٦٧) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/٣٦) . وقال الترمذي: «حسن غريب» . (٣) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، والجادَّةُ: «لا وِتْرَيْنِ» ؛ لأنَّ اسم «لا» النافية للجنس إذا كان مفردًا: يُبْنَى على ما ينصب به، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، ويخرَّج في العربية على وجهَيْن: الأوَّل: على لغة من يُلْزمُ المثنَّى وما يلحق به الألف مطلقًا، رفعًا ونصبًا وجرًّا؛ وهم: كنانة، وبنو الحارث ابن كعب، وبنو العنبر، وبنو الهُجَيْم، وبطونٌ من ربيعة، وبكر بن وائل، وزُبَيْد، وخَثْعَم، وهَمْدان، وفزارة، وعُذْرة؛ وهذا لأنهم يعاملون المثنَّى والملحق به معاملة الاسم المقصور؛ فيعربونَهُ بحركاتٍ أصليَّة مقدَّرة على الألف، رفعًا ونصبًا وجرًّا. ومن شواهد هذه اللغة: قولُهُ تعالى: [طه: ٦٣] {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، بتشديد نون «إنَّ» ، و «هذان» بالألف، وهي قراءة العشرة إلا حفصًا وابن كثير وأبا عمرو، ومن الحديث - غير هذا الحديث - قول بعض الصحابة: «وفرقنا اثني عشر رجلاً» . ومن كلام العرب: «ضربْتُ يداه، ووضعتُهُ علاه» يريد: يدَيْهِ، وعلَيْهِ، وقولُ بعضهم: «لو استطعتُ، لأتيتُك على يَدَايَ» . ولها شواهد من الشعر كثيرة. وانظر هذه اللغة وشواهدها في: "شرح التسهيل" (١/٦٢-٦٣) ، و"التذييل والتكميل" (١/٢٤٥-٢٤٨) ، و"شرح الأشموني" (١/٨٤-٨٥) ، و"شرح المفصَّل" لابن يعيش (٣/١٢٨-١٢٩) ، و"همع الهوامع" = = (١/١٤٥-١٤٧ باب المثنى) ، و"البحر المحيط" (٦/٢٣٨) ، و"معجم القراءات القرآنية" لعبد اللطيف الخطيب (٥/٤٤٨-٤٥٣) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص١٥٧) ، و"شرح سنن النسائي" للسيوطي (٣/٢٣٠) ، و"حاشية السِّنْدي على سنن النسائي" (٢/٢٣٠) ، و"عون المعبود" (٤/٣١٤) . والوجه الثاني: أنَّ «وتران» بالألف فاعلٌ لفعلٍ مقدَّرٍ، قال: «لا وتران» ، أي: لا يجتمعُ وتران، أو لا يجوزُ وتران في ليلة، بمعنى: لا ينبغي لكم أنْ تجمعوهما. ذكره السِّنْدي في "حاشية النسائي". وانظر "الحديث النبوي، في النحو العربي" لمحمود فجال (ص١٥٤-١٥٥) . والأوَّل أولى؛ لاحتياج الثاني إلى التقدير.