للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هذا الحديث: أُبَيُّ ابن كَعْبٍ، ويقولونَ: أيُّوبُ، عَنْ رجُلٍ (١) ، عن سعيد بن جُبَير (٢) .


(١) والرجل: هو عبد الله بن سعيد بن جُبَير كما سيأتي.
(٢) هذا الحديث يرويه أيوب السَّختياني، ورواه عنه: جرير ابن حازم، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن عليَّة، ومعمر، على اختلاف بينهم:
أما جرير بن حازم: فيروي الحديث عنه ابنه وَهْب، واختُلِف على وَهْب: فرواه علي بن المديني ومحمد بن أحمد بن نَيْزَك، عن وَهْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أيُّوب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، به مرفوعًا. وتقدم تخريج روايتهما أول المسألة. ورواه أحمد بن سعيد الرِّباطي وحجاج بن يوسف المعروف بابن الشاعر، عن وَهْب، واختُلِف عنهما:
أما أحمد بن سعيد الرِّباطي: فرواه عنه النسائي في "الكبرى" (٨٣١٨) ، عن وَهْب؛ كرواية ابن المديني وابن نيزك السَّابقة.
ورواه البخاري في "صحيحه" (٣٣٦٢) عنه، عن وَهْب ابن جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ابن جبير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، ليس فيه ذكرٌ لأُبَيِّ بن كعب.
وهذا إختلاف بين إمامين جبلين في الحفظ والإتقان - البخاري والنسائي -، لكن باقي الروايات يرجِّح ما رواه النسائي، ومنها رواية حجاج بن الشاعر في الراجح عنه: فقد أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (٥/١٢١ رقم ٢١١٢٥) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٨٥٢) كلاهما عن حجاج بن الشاعر، عن وَهْب بن جرير؛ به كرواية ابن المديني وابن نيزك السَّابقة.
وكذا رواه ابن حبان في "صحيحه" (٣٧١٣) من طريق عبد الله بن صالح البخاري، والإسماعيلي في "معجمه" (٣٨٥) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (١٥/٥٦/بشار) -، من طريق موسى بن حمدون، والضياء المقدسي في "المختارة" (١٢١٠) من طريق عبد الله بن العباس وسليمان بن عيسى، جميعهم عن حجاج بن الشاعر، به كسابقه.
وخالف هؤلاء جميعًا عبد الله بن محمد البغوي، فرواه عن حجاج بن الشاعر بزيادة عبد الله بن سعيد بن جُبَير بين أيُّوب وسعيد بن جُبَير. وهذه الرواية أخرجها الجياني في "تقييد المهمل" (٢/٦٥٠) ، وهي رواية شاذة لمخالفتها لرواية الأكثر.
وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها النسائي في "الكبرى" (٨٣١٩) من طريقه، عن أيُّوب، عن عبد الله ابن سعيد بن جُبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به من قوله موقوفًا عليه، وليس فيه ذكرٌ لأُبَيِّ بن كعب.
وأما رواية إسماعيل بن عليَّة: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (١/٣٦٠ رقم ٣٣٩٠) عنه، عن أيُّوب؛ قال: نُبئْت عن سعيد؛ قال: قال ابن عباس ... فذكره موقوفًا على ابن عباس أيضًا.
وأما معمر: فأخرج روايته عبد الرزاق في "المصنف" (٩١٠٧) ، فقال: عن معمر، عن أيُّوب وكثير بن كثير ابن المطلب بن أبي وداعة - يزيد أحدهما على الآخر -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس ... ، فذكر الحديث بطوله، لكن وقف بعضه، ورفع بعضه، ومنه المتن المذكور في هذه المسألة.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (١/٣٤٧ رقم ٣٢٥٠) ، والبخاري في "صحيحه" (٢٣٦٨ و٣٣٦٤) .
وقد عاب أبو مسعود الدمشقي والإسماعيلي على البخاري إخراجه هذا الحديث لاضطرابه كما في "تقييد المهمل" (٢/٦٤٨) ، و"فتح الباري" لابن حجر (٦/٤٠٠) ، وقد أطال الجياني في الاعتذار عن البخاري، ومن ذلك قوله (٢/٦٥٣) : «إن هذا الخلاف إذا نظره المتبحِّر في الصنعة وتأمَّله ميَّز منه ما ميَّزه البخاري _ح، وحكم بصحته، وعلم أن الخلاف الظاهر فيه إنما يعود إلى وفاق، وأنه لا يدفع بعضه بعضًا، والحمد لله ... » إلخ.
وقال ابن حجر في الموضع السابق: «وقد عاب الإسماعيلي على البخاري إخراجه رواية أيوب لاضطرابها، والذي يظهر أن اعتماد البخاري في سياق الحديث إنما هو على رواية معمر عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير» .

<<  <  ج: ص:  >  >>