للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

َ رسولُ الله (ص) أَبَا بَكْرٍ فقَسَمَهُ (١) بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بالأَثايَة (٢) ، إِذَا ظَبْيٌ حاقِفٌ (٣) فِي ظلِّ شَجَرَةٍ، فِيهِ سَهْمٌ، فَأَمَرَ رسولُ الله (ص) إِنْسَانًا، فَقَالَ: لَا يُهَيِّجْهُ أحَدٌ، فَنَفَذَ الناسُ وَتَرَكُوهُ؟

فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ (٤) ،

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ............................. إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة،


(١) في (ش) : «فقسم» .
(٢) الأَثايَةُ - بفتح الهمزة، وكسرها -: موضعٌ في طريق الجُحْفَة، بينه وبين المدينة خمسةٌ وعشرون فرسخًا. "معجم البلدان" (١/٩٠) .
(٣) أي: نائمٌ قد انْحَنى في نَومِه. "النهاية" (١/٤١٣) . قال الفيومي: «ظبيٌ حاقفٌ: للذي انحنى وتثنَّى من جُرحٍ أو غيره» . "المصباح المنير" (ح ق ف) (ص١٤٣) ، وانظر معنى آخر للحاقف في "المغرب" للمطَرِّزي (١/٢١٦) .
(٤) اختُلِف في هذا الحديث على يحيى بن سعيد الأنصاري.
فرواه مالك في "الموطأ" (١/٣٥١) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمير، عن البهزي، به.
ومن طريق مالك رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٨٣٣٩) ، والنسائي في "سننه" (٢٨١٨) ، وابن حبان في "صحيحه" (٥١١١) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/٣٤١) : «ولم يُختَلَف على مالك في إسناد هذا الحديث» .
وتابع مالكًا على روايته من هذا الوجه: يونس بن راشد، كما عند الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص٤١٩) .
وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري، واختُلِف على يزيد: فرواه جماعة عنه منهم:
أحمد في"المسند" (٣/٤٥٢ رقم١٥٧٤٤) ، وابن أبي شيبة؛ كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٣٨٢) ، ويزيد بن سنان؛ كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٢/١٧٢) ، وإدريس بن جعفر العطار؛ كما عند الطبراني في "الكبير" (٥/٢٥٩ رقم ٥٢٨٣) ، ومحمد بن رمح البزاز؛ كما عند البيهقي في "سننه" (٥/١٨٨) ، كلهم عن يزيد، عن الأنصاري بمثل رواية مالك.
وخالفهم عبد الله بن روح المدائني، فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/٣٤٢) .
والصَّحيحُ رواية الجماعة عنه.
ورواه حماد بن زيد؛ كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/٣٤٢) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص٤١٨) ، وهشيم؛ كما عند أحمد (٣/٤١٨ رقم ١٥٤٥٠) ، كلاهما عن الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمير بن سلمة، به.
قال الدارقطني في "العلل" (٤/١١٦/أ) : «اتفق حماد ابن زيد وهشيم وعلي بن مسهر وسويد بن عبد العزيز؛ فرووه عن يحيى بن سعيد وأسندوه عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ النبي (ص) . وخالفهم مالك بن أنس وجرير بن عبد الحميد ويزيد بن هارون وعبد الوهَّاب بن عبد المجيد (في الأصل: عبد الحميد) الثقفي، وأبو ضمرة أنس بن عياض وعباد العوام والنضر بن محمد المروزي وعبد الرحيم بن سليمان ويونس بن راشد، فرووه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ البهزي، عن النبي (ص) » .
وقال الدارقطني في "العلل" (٥١٥) : «والصَّواب = = قول من قال: عمير بن سلمة» .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/٣٤٣) : «وقال موسى بن هارون: والصحيح عندنا: أن هذا الحديث رواه عمير بن سلمة، عن النبي (ص) ليس بينه وبين النبي (ص) فيه أحد» . قال: «وذلك بيِّن في رواية يزيد بن الهادي، وعبد ربه بن سعيد» . قال موسى بن هارون: ولم يأت ذلك من مالك؛ لأن جماعة رووه عن يحيى ابن سعيد كما رواه مالك، ولكن إنما جاء ذلك من يحيى بن سعيد، كان يرويه أحيانًا فيقول فيه: عن البهزي، وأحيانًا لا يقول فيه: عن البهزي، وأظن المشيخة الأولى كان ذلك جائزًا عندهم، وليس هو رواية عن فلان، وإنما هو: عن قصة فلان» .
ونقل الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (٢/٥٨٨-٥٩٠) كلام موسى بن هارون باختصار.
ورواه سفيان بن عيينة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن أبيه طلحة: أن النبي (ص) أعطاه حمار وحش، وأمره أن يفرِّقَه في الرِّفاق وهم محرمون. أخرجه ابن ماجه (٣٠٩٢) .
ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (٥٠٠٦) عن يعقوب ابن شيبة قوله: «وهذا الحديث لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة وأحسبه أراد أن يختصره فأخطأ فيه، وقد خالفه الناس في هذا الحديث» .
قال المزي: «ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم» .
وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (٥٠٠٦) : «وقد كشف الغطاءَ عن ذلك عليُّ ابن المديني، فذكر إسماعيل القاضي عن علي بن المديني أنه قال في كتاب "العلل" بعد أن ساق الحديث عن سفيان بن عيينة مطوَّلاً: قلت لسفيان: إنه كان في "كتاب الثَّقَفِيُّ": عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْبَهْزِيِّ، قال: فقال لي سفيان: ظننت أنه «طلحة» وليس أستيقنه، وأما الحديث فقد جئتك به» .
قال ابن حجر: «فلم يلحق سفيان الوهم بسبب اختصاره؛ بل اعترف أنه لما حدَّث به ظن أنه عن طلحة» . ونقل الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص٤٢٠) كلام علي بن المديني.
وقال الدارقطني في "العلل" (٥١٥) : «تفرد به ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طلحة، ووهم فيه» . وانظر التعليق على "مختصر المستدرك" لابن الملقن رقم (٨٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>