للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: الحديثُ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ.

فَقِيلَ (١) لَهُ: حديثُ الأسْوَد، عَنْ عُمَرَ (٢) ؟


(١) في (ت) و (ك) : «وقيل» بالواو.
(٢) أخرجه مسلم (١٤٨٠) من طريق عَمَّارُ بْنُ رُزَيق، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود، به، وقد أعلَّه أبو حاتم هنا بتفرُّد عمار بن رُزَيق به عن أبي إسحاق السَّبيعي، دون سائر أصحاب أبي إسحاق المُكثِرين عنه، كإسرائيل ابن ابنه، وشعبة، والثوري، وشريك، وغيرهم.
لكن أخرجه مسلم عقب رواية عمار من طريق سليمان ابن معاذ، عن أبي إسحاق، ولم يَسُق متنه، ولكن قال: «بهذا الإسناد نحو حديث أبي أحمد عن عمار بن رُزَيق، بقصَّته» .
وقد أعلَّ الأئمة قوله: «وسنَّة نبيِّنا» . قال ابن القيم في"تهذيب السنن" (٣/١٩٠-١٩٥) ، وأما قوله في الحديث: «وسنَّة نبيِّنا» فإن هذه اللفظة- وإن كان مسلم رواها - فقد طعن فيها الأئمة. كالإمام أحمد وغيره» . ثم نقل عن أبي داود أنه سأل الإمام أحمد عنه فقال: «أيصحُّ هذا عن عمر؟ قال: لا» .
وذكره الدارقطني في "العلل" (١٦٤) ، فقال: «رواه أشعث بن سوَّار، عن الحكم وحماد، عن إبراهيم، عن الأسود. ورواه المحاربي عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود. وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبيري عَنْ عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود. وليست هذه اللفظة التي ذُكرت فيه محفوظة؛ وهي قوله: "وسنَّة نبيِّنا"؛ لأن جماعة من الثقات رووه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود: أن عمر قال: " لا نُجِيز في ديننا قولَ امرأة "، ولم يقولوا فيه: " وسنَّة نبيِّنا ". وكذلك رواه يحيى بن آدم - وهو أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه -، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيق، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عمر، لم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهو الصَّواب. وكذلك رواه أبو كُريب ومحمد بن عبد الله بن نمير، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الأعمش. وخالفهم طلق بن غنَّام، فرواه عن حفص، عن الأعمش، فقال فيه: " وسنة نبيِّنا ". ووهم على حفص في ذلك؛ لأن محمد بن عبد الله بن نمير وأبا كريب أحفظ منه وأثبت؛ روياه عن حفص، عن الأعمش، ولم يذكرا ذلك، والله أعلم» . اهـ.
وأطال الدارقطني أيضًا في تخريج طرق الحديث في "السنن" (٤/٢٢-٢٧) ، ومنها رواية أبي أحمد الزبيري عن عمار بن رُزَيق، ثم أخرجه من طريق يحيى بن آدم، عن عمار، ثم قال: «ولم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهذا أصح من الذي قبله؛ لأن هذا الكلام لا يثبت، ويحيى بن آدم أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه - والله أعلم-، وقد تابعه قَبيصة بن عقبة ... » ، ثم أخرجه من طريق قَبيصة.
وانظر "المسند" للإمام أحمد (٦/٤١٢ رقم ٢٧٣٢٩) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (٧/٤٧٥-٤٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>