(٢) في (ت) و (ف) و (ك) : «فهو له ضامن» ، وقوله: «فما أصاب الدابَّةُ برِجْلِهِ» كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فما أصابَتهُ الدابَّةُ برِجْلِهَا» ، ففيه إشكالات ثلاثة: حذف التاء من «أصابته» ، وحذف الهاء منها، وتذكير الضمير في «برجله» : أما حذف التاء فله توجيهان: أحدهما: الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «الدابة» على معنى «الحيوان» ؛ أي: فما أصاب الحيوانُ برجله. وانظر التعليق على المسألة رقم (٢٧٠) . وهذا وجه أيضًا في حل الإشكال الثالث. والتوجيه الثاني لحذف التاء: أن يكون الفاعل هنا غير حقيقي التأنيث؛ وتذكير الفعل معه حينئذ جائز في العربية، وقد فصَّلنا في ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (٢٢٤) . وإن كان حقيقي التأنيث: فهو جائز أيضًا على لغة من قال: «قال فلانةُ» ، وهي لغة حكاها سيبويه عن بعض العرب؛ وقال: «ومن قال: ذَهَبَ فلانةُ، قال: أذاهبٌ فلانةُ، وأحاضرٌ القاضيَ امرأةٌ» . اهـ. ومنه ما وقع في "صحيح مسلم" (٢٩٣) من حديث عائشة خ قالت: «كان إحْدَانَا إذا كانت حائضًا ... » . انظر "شرح النووي" (٣/٢٠٣) ، و"عمدة القاري" (٣/٢٦٧) . وانظر: "كتاب سيبويه" (٢/٣٨ و٤٥) ، و"شرح = = ابن عقيل" (٢/٩٢) ، و"همع الهوامع" (٣/٣٣٣-٣٣٤) . والإشكال الثاني: حذف الهاء، وهو ضمير النصب في «أصابته» ، وهو العائد إلى «ما» ، وهذا أيضًا جائزٌ في العربية، سواءٌ كانت «ما» شرطية أو موصولة. وانظر التعليق على المسألة رقم (١٠١٥) . وأما الإشكال الثالث: وهو تذكير الضمير في: «برجله» مع عوده إلى «الدابة» ، فإضافة إلى وجه الحمل على المعنى المذكور آنفًا، فإنه يحمل أيضًا على أنَّه جاء على لغة طيِّئ ولخم في حذف ألف الضمير في «ها» مع نقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ فيقولون في «بِهَا» : بَهْ، وفي «بِرِجْلِهَا» : برِجْلَهْ. وقد وضحنا هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (٢٣٥) .