وقال في "العلل الكبير" (٣١٨) - بعد أن أخرج حديث يحيى بن سليم -: «والصحيح: عن عبد الله بن دينار، وعبد الله بن دينار قد تفرد بهذا الحديث عن ابن عمر، ويحيى بن سليم أخطأ في حديثه» . ثم ساق الترمذي بسنده إلى شعبة أنه قَالَ: «قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار: أنت سمعته؟ قال: نعم، سأله ابنه سالم» . وساق رواية أخرى عن شعبة نحو هذه، وزاد فيها: قال شعبة: «فلوددت لو تركني حتى أقبِّل رأسه» . اهـ. وذكر البيهقي في "السنن" (١٠/٢٩٣) عن الترمذي أنه قال: «سألت عنه البخاري؟ فقال: يحيى بن سليم أخطأ في حديثه، إنما هو عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وعبد الله ابن دينار تفرد بهذا الحديث» . وذكر الخليلي في "الإرشاد" (١/٣٨٦-٣٨٧) أن يحيى ابن سليم روى عن عبيد الله وإسماعيل بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أن النبي (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هبته، ثم قال - أي الخليلي -: «وأخطأ فيه يحيى؛ لأن هذا رواه عبيد الله وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هَذَا من حديث نافع» . وقال البيهقي في "السنن" (١٠/٢٩٣) : «هذا وهم من يحيى بن سليم أو مَنْ دونه في الإسناد والمتن جميعًا، فإن الحفاظ إنما رووه عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وعن هبته» . اهـ. وانظر "الكامل" لابن عدي (٦/٨-٩) ، و"شرح العلل" لابن رجب (١/٤١٥-٤١٦) ، و"فتح الباري" (١٢/٤٣-٤٤) . وقد أطال الخطيب في "الفصل" (١/٥٧٧-٥٨٦) في تفصيل طرق هذا الحديث، فانظره إن شئت.