للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله (ص) ، فقال رسولُ الله (ص) : لَا تُمَارُوا (١) ؛ فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ (٢) ؟

فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ يزيدُ بنُ الهادِ (٣) ، عن


(١) أي: لا تُمَارُوا في القرآن، وهذا اللفظُ - «في القرآن» - ثَبَتَ في الحديث في أغلب مصادر التخريج، وفي بعضها: «لا تماروا فيه» ، والضمير فيه عائدٌ إلى القرآن أيضًا. والمراء: الجدال، والمماراة والتماري: المجادلة على مذهب الشك والريبة. "النهاية" (٤/٣٢٢) .
(٢) قوله: «فإن مراءً فيه ... » ، أي: في القرآن؛ قال أبو عبيد: «ليس وجه هذا الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ؛ أن يقرَأَ الرجلُ القراءة على حرف، فيقول له الآخر: ليس هكذا، ولكنه هكذا. على خلافه، وقد أنزلهما الله جميعًا ... فإذا جحد هذان الرجلان كلُّ واحد منهما ما قرأ صاحبُه، لم يُؤْمَنْ أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر؛ لهذا المعنى» . اهـ.
وقال ابن الأثير بعد حكايته كلام أبي عبيد: «والتنكير في «المراء» إيذانًا بأنَّ شيئًا منه كفر، فضلاً عما زاد عليه. وقيل: إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذِكْرُ القَدَرِ ونحوه من المعاني، على مذهب أهل الكلام وأصحاب الأهواء والآراء، دون ما تضمنته من الأحكام وأبواب الحلال والحرام؛ فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء؛ وذلك فيما يكون الغرضُ منه والباعثُ عليه ظهورَ الحَقِّ ليتبع، دون الغلبة والتعجيز» . "غريب الحديث" لأبي عبيد (٢/٢٣٤- ٢٣٦) ، و"النهاية" (٤/٣٢٢) .
(٣) ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٤/٢٠٥ رقم١٧٨٢١) هكذا، مرسلاً، من طريق أبي سلمة الخزاعيِّ منصور بن سلمة، عن عبد الله بن جعفر المخَرْمي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن بسر بن سعيد، به، ولم يذكر فيه محمد بن إبراهيم التيمي.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا برقم (١٧٨١٩) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، والبيهقي في "الشعب" (٢٠٧٠) من طريق ابن أبي الوزير، كلاهما عن عبد الله بن جعفر، عن يزيد، عن بسر، عن أبي قيس، عن عمرو بن العاص، هكذا موصولاً، وليس فيه ذكرٌ للتيمي.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص٣٣٧-٣٣٨) من طريق عبد الله بن صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن بُسْر، عن أبي قيس، فذكره مرسلاً، وهذه هي الطريق التي قصدها أبو حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>