للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُمر بن الحكم بن ثوبان

١٤٥٩٠ - حدثنا موسى بن جُمهورٍ السِّمْسارُ التِّنِّيسيُّ، قال: ثنا دُحَيمٌ (١) ، قال: ثنا ابنُ أبي فُديكٍ (٢) ، قال: حدَّثني موسى بن يعقوبَ، عن أبي حازمٍ، عن عمرَ بن الحكمِ بن ثَوبانَ؛ أنَّ عبدَاللهِ بن عمرِو بن العاصِ أخبره: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال (٣) له: «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَاءَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ فِيهِ النَّاسُ غَرْبَلَةً، وَبَقِيتُمْ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَضَيَّعُوا أَمَانَاتِهِمْ، فَعَادُوا هَكَذَا» ، وأدخل أصابعَهُ بعضَهم (٤) في بعضٍ. ⦗١١⦘ فقالوا: كيف نصنعُ، يا رسولَ اللهِ؟ قال: «تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وعَلَيْكُمْ بِخَوَاصِّكُمْ، ودَعُوا عَوَامَّكُمْ» .


[١٤٥٩٠] ذكر ابن أبي حاتم هذا الحديث في "كتاب العلل" (٢٧٨٠) معلقًا عن ابن أبي فديك، به. وخطأ أبو حاتم هذه الرواية، وصوب رواية الحديثين السابق والتالي.
(١) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي الدمشقي.
(٢) هو: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
(٣) قوله: «قال» لم يتضح في المخطوط.
(٤) كذا في الأصل؛ باستعمال الضمير «هم» لغير العقلاء؛ إذ المراد بعض الأصابع. والجادَّة: «بعضها» أو «بعضهن» ، وما وقع في الأصل له وجه في العربية، وهو ⦗١١⦘ أنَّ الضمير «هم» - وغيره مما يختصُّ بالعقلاء -: قد يستعمل في التعبير عن غير العقلاء على سبيل التشبيه والتنزيل، وهذا كثيرٌ في كلام العرب: أن يُشبِهَ الشيءُ الشيءَ من بعض الوجوه، فيُعطى حُكمَهُ، إظهارًا لأثر الملابسة والمقاربة، فيعبَّر عنه بضميره أو صفته.
ومن شواهد ذلك: قولُ يوسف عليه السلام فيما حكى الله تعالى عنه: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يُوسُف: ٤] ، وغيره. وانظر: "تفسير الطبري"، و"أضواء البيان"؛ تفسير سورة يوسف عليه السلام، و"الأشباه والنظائر" للسيوطي (٢/٦٤٩-٦٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>