كتاب الطراز المرقوم للجمزوري

والثاني من يشك بضم الشين أي الشاك قبل ركوع إمامه - ص: 19

يفعل معه محتملا للزيادة بعد سلام الإمام وإنما هو جبر لما وقع مع الإمام (١) فإن عاد عامدا عالما بطلت صلاته ويأتي ذلك في كل ركن علم المأموم تركه أو شك فيه بعد تلبسه بركن بعده يقينا أي وكان في التخلف له فحش مخالفة فيوافق إمامه ويأتي بدله بركعة بعد سلامه (٢) وإذا تبعه ثم تذكر بعد قيامه للثانية أنه قرأ الفاتحة في الأولى حسب سجوده وتمت به ركعته، وإن كان فعله على قصد المتابعة وهذا بخلاف ما لو شك الإمام أو المنفرد بعد الركوع ولم يعودا للقيام بل سعيا على نظم صلاتهما فإن صلاتهما تبطل بذلك إن كانا عالمين بالحكم فإذا تذكرا القراءة بعد ذلك لا ينفعهما التذكر لبطلان صلاتهما بفعلهما السابق فلو كان ذلك سهوا أو جهلا [ق١٨٩/ب] حسب وتمت صلاتهما بذلك (٣) صرح به في شرح الروض.

وأما لو شك الإمام في الفاتحة بعد ركوعهما وعلم المأموم أنه شاك فيها فيلزمه الرجوع إلى القيام يقصده لأجل قراءة الفاتحة؛ لأن الأصل عدم قراءتها قال الشيخ سلطان (٤) ويجب على المأموم انتظاره في الركوع إن لم يرجع معه وإلا انتظره في السجود (٥) وقال ع ش (٦) وأما حكم المأمومين الذين تلبسوا بالاعتدال مع الإمام فهل ينتظرونه في الاعتدال ويغتفر تطويله للضرورة ولا يركعون معه إذا ركع بعد القراءة أم يحكم عليهم بأنهم في القيام معه حتى يلزمهم أن يركعوا معه إذا ركع ثانيا لأجل المتابعة أو يسجدوا وينتظرونه فيه ولا يضر سبقهم له بركنين لأجل الضرورة أم كيف الحال قال شيخنا الرملي بالأول ويغتفر التطويل في الاعتدال ثم رجع ذلك واعتمدوا أنهم ينتظرونه في السجود؛ لأنه ركن طويل ويغتفر سبقهم بركنين للضرورة (٧) وبذلك قال ابن حجر أقول وهذا مفروض كما تري فيما إذا لم يعلموا من حال الإمام شيئا لبعدهم عنه، أو لكونها سرية أما لو علموا منه ترك الفاتحة فينتظرونه في السجود انتهى.

---

(١) قال زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (١/ ١٩٢): " وإنما اقتضى التردد في زيادتها السجود؛ لأنها إن كانت زائدة فظاهر وإلا، فالتردد يضعف النية ويحوج إلى الجبر".
(٢) انظر: تحفة المحتاج في شرح المنهاج (٢/ ٣٥٢).
(٣) انظر: نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (٢/ ٢٣٠)، حاشية الجمل على شرح المنهج (١/ ٥٧٦).
(٤) هو سلطان بن أحمد بن سلامة بن إسماعيل المزاحي المصري الشافعي: فاضل، كان شيخ الإقراء بالقاهرة. نسبته إلى منية مزّاح (من الدقهلية بمصر) تعلم وتوفي بالقاهرة. توفي بالقاهرة في ١٧ جمادى الآخرة عام ١٠٧٥ هـ. من تصانيفه: حاشية على شرح المنهج للقاضي زكريا، كتاب في القراءات الاربع الزائدة على العشر من طريق القباقبي، والجوهر المصون في جمع من الضحى إلى المفلحون في القراءات، وشرح الشمائل ... وله ترجمة في: الأعلام للزركلي (٣/ ١٠٨)، خلاصة الأثر (٢/ ٢١٠)، معجم المؤلفين (٤/ ٢٣٨).
(٥) حاشية البجيرمي على شرح المنهج (١/ ٣٤٠)، تحفة المحتاج (٢/ ٣٥١).
(٦) ع ش إشارة إلى علي الشبراملسي.
(٧) حاشية الجمل على شرح المنهج (١/ ٥٧٦).