للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه نظر، والذي يظهر أنه إن علم أن عوده للشك كأن كتب له بذلك وجب العود معه؛ لتبين وجوب الركوع على الإمام وإلا فلا يعود بل يمتنع عليه ذلك قاله [ق ٢٠٣/ب] ع ش (١) فإن لم يجتمع معه فيه كما ذكر فاتت الركعة بناء على أنه متخلف بغير عذر وهو قول القاضي والمتولي (٢)؛ لتقصيره بما مر ومن عبر بعذره كالبغوي (٣) والشيخين نظر إلى أنه ملزوم بالقراءة كما أشار إلى ذلك الجلال المحلي ويجب عليه بعد رفع الإمام تكميل ما فاته حتى يريد الإمام الهوي للسجود قاله الشوبري وإلا يركع؛ لأنه لا يحسب له فإن هوي بفتح الواو أي الإمام أي سقط إلى السجود وافقه أي المأموم فيه إن كان أي المأموم قد قرأ ما عليه من الفاتحة كما جزم به في التحقيق واعتمده الرملي وإلا بإدغام إن الشرطية في لا النافية أي بأن لم يكن قرأ ما عليه فلا يوافق في الهوي المذكور بل فارقه بالنية؛ لأنه تعارض عليه وجوب وفاء ما لزمه وبطلان صلاته بهوي الإمام للسجود فلا مخلص بكل تقدير إلا نية المفارقة كما في شرح أر (٤)؛ لأنه تخلف بركنين فعليين قال في شرح العباب (٥) والأوجه عندي أنه تخلف لقراءة ما لزمه حتى يريد الإمام أن يهوي للسجود فإن كمل وافقه في الهوي وإلا لزمه نية المفارقة (٦)؛ لأنه تعارض عليه أمران وجوب قراءة ما فوته ووجوب [ق ٢٠٤/أ] متابعة الإمام وقدم الأول لما يلزم على الثاني من إسقاط الواجب لغير واجب لتمكنه من عدم المتابعة بنية المفارقة أهـ.


(١) حاشية الجمل على شرح المنهج (١/ ٥٨٤).
(٢) عبد الرحمن بن مأمون النيسابورىّ، أبو سعد، المعروف بالمتولي: فقيه مناظر، عالم بالأصول. ولد بنيسابور عام ٤٢٦هـ، وتعلم بمرو، وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، ببغداد، وتوفي فيها عام ٤٧٨ هـ. له: تتمة الإبانة، للفوراني، وكتاب في الفرائض، وكتاب في أصول الدين، وله ترجمة في: الأعلام للزركلي (٣/ ٣٢٣)، وفيات الأعيان (١/ ٢٧٧)، معجم المؤلفين (٥/ ١٦٦).
(٣) الحسين بن مسعود بن محمد، الفراء أو ابن الفراء، أبو محمد، ويلقب بمحيي السنة، البغوي: فقيه، محدث، مفسر. نسبته إلى (بغا) من قرى خراسان، بين هراة ومرو. له: التهذيب، وشرح السنة، ولباب التأويل في معالم التنزيل، ومصابيح السنة، والجمع بين الصحيحين، وغير ذلك. توفي بمرو الروذ سنة ٥١٠، وقيل ٥١٦ هـ، وانظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١٩/ ٤٣٩)، طبقات الشافعية الكبرى (٧/ ٧٥)، وفيات الأعيان (١/ ١٤٥)، الأعلام للزركلي (٢/ ٢٥٩).
(٤) نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للرملي (٢/ ٢٢٨).
(٥) العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب، للقاضي صفي الدين أبي السرور القاضي أحمد بن عمر بن محمد بن عبدالرحمن المذحجي الشهير بالمُزَجّد، وقد حرر فيه مؤلفه الفصول والأبواب وهذب المسائل وجمع فيه أكثر فروع المذهب وأودعه خلاصة روضة الطالبين وعمدة المفتين مع زيادة فوائد عديدة وفرائد مفيدة انتزعها من كتب الأصحاب جازماً بما رجحه الشيخان (الرافعي والنووي) ثم ما رجحه النووي في الأغلب مع التنبيه في الغالب على ما خالفا فيه الأصوب. وقد شرحه ابن حجر الهيتمي بكتاب سماه الإيعاب بشرح العباب.
(٦) فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (ص/ ١٨٦)، إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (٢/ ٤٤).

<<  <   >  >>