للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

السيفُ أصدق أنباء من الكتب

هو المقَيِّد للآثار والحِكم ... لولا وقائعه في سائر الأُمم

لم يحفل الناس بالقرطاس والقلم ... أينَ اليراعةُ من صمصامة خَذِمِ

في حَدِّه الحد بين الجد واللعب

والسَّمْهَرِية يتلوه ويتْبعه ... ما مال عَرشٌ رماحُ الخَطِّ يرفعه

خُدْ ما تراه ودع ما كنت تسمعه ... فالعلْمُ في شُهب الأرماح أجْمَعُه

بين الخميسين لا في السَّبعة الشهب

وهذه المخَمَّسة طويلةٌ حَسنةٌ بديعَةٌ مُسْتَحْسَنَةٌ.

وأحسن ما أذكر في صِفَةٍ القَلَم قول أبي تمام:

لك القلم الأعْلى الذي بشَباته ... تُصابُ من الأمر الكُلَى والمفاصلُ

له الخلوات اللاَّئِي لولا نَجِيُّها ... لما احتفلتْ للمُلك تِلكَ المحافلُ

لُعابُ الأفاعي القاتلاتِ لُعابُهُ ... وأرْيُ الجنى اشتارَتْه أَيْدٍ عَوَاسِلُ

له ريقة طَلٌّ ولكنَّ وقعها ... بآثاره في الشرق والغرب وابلُ

فصيحٌ إذا استنْطقته وهو راكبٌ ... وأعجمُ إنْ خاطبته وَهْوَ راجلُ

إذا ما امتطى الخَمْسَ اللطاف وأُفرغَتْ ... عليه شِعَابُ الفكر وَهْي حوافلُ

أطاعته أطراف القَنا وتَقَوَّضَتْ ... بنجواه تقويضَ الخيام الجَحَافِلُ

إذا اسْتَغْزَرَ الذهن الذكيَّ وأقبلتْ ... أعاليه في القرطاس وهي أسافِلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>