للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال أحقَّ فلان الحق، إذا أظْهره حتى يعرف أنه حق. ومنه قوله تعالى (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ) وأصل الباب كله وضع

الشيء في موضعه. والحقُّ: الصدقُ والصواب والصحيح نظائر في اللغة.

رجع

قال أبو إسحاق:

ومما اخترتُ في هذا المعنى من المنْظُوم، وانْتخَبْتُ من الكلام المفْهوم، الفائت شأْوُه، العذب صفوه،

الذي مزَجَ من الفصاحة بالرِّقة والحلاوة، ولاحتْ عليه من البلاغة غَضارة وطلاوة، واشتملت أَلْفاظُه

على أنواع الإبداع، كما اشتملت على النَّوْر الأقماع، وبدت عليه للبيان شواهدُ، أَيَّدها اختبارُ الناقد،

بأنها أسنى الفوائد، وأنفس الذخائر والقلائد، كلام تعمر به أندية الأنس والسرور، وتشفى به من

الأوصاب النفوس والصدور، ويَصْقُلُ صدى الألباب، وتوشح حدائق الآداب.

فلو نُظِمَ في سلك لزُيِّنَتْ به النُّحور، وأغْنى عن درِّ البحور. لَفْظٌ كأنَّما شُربُ الشَّمول مَمْزوجة

بالسَّلْسبيل. لو شاء أن يذهب في صخرة تسهل الطيب له مذهباً. يوقظ الأنس من نومته ويَشْتَهيه،

ويوقد شهاب الذِّهن الخامد ويشهيه. فمن ذلك المنظوم العذب الذي يُسْني كُلَّ لبٍّ، قول أبي القاسم بن

الجد:

<<  <  ج: ص:  >  >>