للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أما ونسيمُ الروض طاب به فجر ... وَهَبَّ له من كل زاهرةٍ نَشْرُ

تحامى له عن سره زهر الرُّبى ... ولم يدر أن السر في طيه نَشْرُ

ففي كل شُهبِ من أحاديث طيبِه ... تمائمُ لم يعلقْ بحاملها وِزْرُ

لقد فَغَمَتْني من ثنائك نفحةٌ ... يُنافسني في طيب أَنْفاسها العطرُ

تَضَوّعَ منها العنبر الورد فَانثنتْ ... وقد أوهمتني أنَّ منزلها السحرُ

سرى الكِبْر في نفسي بِهَا ولربما ... تجانف عن مسرى ضرائبي الكبْر

وَشِيبَ بها معنًى من الراح مُطْرباً ... يُخَيَّل لي أن ارتياحي بها سُكْرُ

أبا عامرٍ أَنْصِفْ أخاك فإنه ... وإياك في مَحْضِ الهوى الماءُ والخمرُ

أَمثلك يبغي في سمائي كوكباً ... وفي جوك الشمس المنيرة والبدرُ

وَيَلْتَمِسُ الحصباء في ثغَبِ الحصى ... ومن بحرك الفياض يُسْتَخرج الدُّرُّ

عَجبتُ لمن يهوى من الصُّفر تومة ... وقد سال في أرجاء معدنه التبرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>