للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا هَلْ نسيمٌ للرصافيِّ مُبْلغٌ ... تحيةَ مشتاقٍ يُفَتِّقها زَهْرَا

فتىً كلما استعرضْتُ بالخير ذاته ... زكتْ مثل ما خَلُصَت من سبْكه التِّبرا

عَلقْتُ به في الدهر عِلْقَ مضنة ... فأعددته ذُخْراً وحَسْبي به ذُخرا

فأدَّتني الأيام منه مودة ... عَقَدْنَا على حُكْم الإخاء بها صهرا

على أن سيُهديها إليَّ عقيلة ... من الفكر يُثني الطرس من فوقها خدرا

ولَمْ أَتَّهم تَسْويفَه غير أنني ... أَقُولُ له شوقي لعل له عُذراً

فكتب إليه أبو عبد الله مراجعاً:

لنعم القَوافِي الزُّهْرُ يَمّمَ راكبٌ ... فحلَّ فحيَّاني بها تُحفةً بِكْرا

مَسَحْتُ على عيني مُسْتَشْفياً بها ... وقَبَّلْتُها، شُكْراً لِمُرْسِلها، عَشْرا

وغُصتُ على مكْنونها فوجدتُهُ ... من الكَلم الرَّطب الذي يصفُ الدُّرّا

خلا أنها كادتْ تسيل لُدُونَةً ... فَجَفَّ عليها حِبْرها صَدَفاً خُضْرا

ملاح صفاتِ الخطِّ حتى كأنها ... تَصَوّر فيها الحُسْنُ سطراً يلي سطرا

فوالله ما أَدْري أآيةُ كاتبٍ ... أم الا ... اسْتبدَّتْ به سحرا

أمِ ابن جُبير إذْ وَشتْها يَمينه ... أراني بها غُصناً من النّور مُفْتَرا

فإنَّ كثيراً ما تناول مهرقاً ... .........

<<  <  ج: ص:  >  >>