الطاهرة، والكرامات الظاهرة، بالسُّنة ناطقة، ونياتٍ صادقة، بأن يؤتيه اللَّهُ خيرَ الدنيا والآخرة،
ويُسْبِغ عليه نِعمهُ الباطنة والظاهرة، ويقْمَع به الطغاةَ والجبابِرة، والحمد لله الذي لم يُخْل بلاده، ولا
أهمل عباده، من خليفة تجْتَمِعُ عليه الأمة، وتدوم به النِّعْمَةُ، يَحْفَظُ دينه القويم، وينهجُ بأهله صراطه
المستقيم، ويَعصِمهم من تشعُّبِ الأهواء ويَمْنَعَهمْ من تَغَلُّبِ الأعداء، ويَحْتَقِنُ في أُهَبِها متحرم الدماء،
ويقطع دونهم أيدي الاعتداء، ويقيم الشريعة على الطريقة الواضحة، ويُجري حدودها وأحكامها على
سبيل أعلامها اللائحة. وأوجَبَ على الأمة طاعته فَرْضاً حَتْماً، وأمرهم بالذَّب عنه والقيام دونه أمراً
حزماً، وجَعَلَها مقرونةً بطاعته وطاعة رسوله. فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). عِصَاماً ربط به عِبَاده إلى سلوك
سَبيلِه، وبَيَّنَ الرُّسُولُ عليه السلام أنَّ تقلد بيعته والقيام بدعوته أوْجَبَ خصال الملة الحَنِيفَة. فقال
صلى الله عليه وسلم:"منْ ماتَ وليس في عُنقِهِ بيعة ماتَ ميتَةً جَاهِلية".
قال أبو إسحاق:
ذهب أبو الحسن في الآية التي استشهد بها، وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). إلى أنَّ أولي الأمر: الأمراء، وهو
مذهب أبي هريرة وابن عباس وجماعة من الصحابة، وأولي العلم، ومذهب جرير بن عبد الله