وقيل أولو العلم بالقرآن وطاعة الله تعالى اتِّبَاع أوامره
وامتثالها، والانتهاء عمَّا نَهَى عنه، وطاعة رسوله واتباع سنته
رجع
والحمد لله الذي أقَرَّها في نِصَابها الشريف، وقَدَّرها في بيتها المنيف، وجَعَلَها مُطَّرِدةٌ في أهلها،
اطِّرادَ الكُعُوبِ، جارية بين باسطي فَضْلِها، وناشِري أهْلِها، على أُسلوب الذين عَرَفَتْهم وعَرَفُوها،
وأَلِفَتْهم وألِفُوها، وكانوا أَحَقَّ بها وأهْلَها، إذْ صلُحَتْ بهم كما يَصْلُحونَ بها وتِلْكَ نِعْمةٌ لا يُقامُ بِشُكْرها،
ولا يُحاطُ بقدْرِها. حَفِظَ بها حوزة الإسلام، وعَصَمَ بِبَرَكَتِهَا أُمَّةَ محمد نبيه عليه السلام، حين وقع
الإجماعُ والإصفاقُ، وحَصَلَ الارْتباطُ والاتفاق، على مبايَعة من شهدت له خصائص الصفات، وقامت
له حقائق السِّمات، بأنَّه مُسْتَحِقُّ الخلافة وَمُسْتَوْجِبُها، ونَجْمُها الثَّاقِبُ وكَوْكَبُها، ومستودعُ آياتها
الصَّادقة، وحامِلُ رايتها الخَافِقَة، الذي يَمْلؤُها عَدْلاً، ويَسَعُها بفضله فَضْلاً، ويحْمي ذِمارَها، ويُؤَمِّنُ
أكْنافَها وأقْطارها، ويُفْني أعْداءها، ويَحْفَظ أرْجاءها. الأمير الأجَلُّ الأسْعد أبو فلان المَخْصوصُ
بالنَّصْرِ والتَّأْييدِ، المقْرونُ الآراء بالنُّجْحِ والتَّسْديد، جَعَلَ الله خِلافَته محْفُوفَةً بطول البقاء وامتداد
العمر، مقْرونَة باتِّصال السَّعْدِ واسْتِيلاء الأَمْرِ، ولما سمعَ عبيدُها اللائذُونَ بأمْنِ حَرَمِها، المُعْتَصِمونَ
بواقي عِصَمِها، المُسْنِدونَ لعَميمِ فَضْلها وامْتِنانها، المُتَعرِّفون عظيمَ عَدْلها وإحْسَانها، أهلُ فلانة منْ
عَقْدِ هذه البيعة السعيدة، وارتباط عُقودها الحميدة، ووافى داعيها، فإنَّ بابها قد فُتِحَ لداخِليه بسلام،
ولواءَها المَنْصورقد رُفِعَ لِمُبْتَغيه