قال أبو إسحاق:
لم يذكر أبو نصر في جوازِ البحر إلا ثلاثَ كلمات، وأعْرَضَ عن ذلك إعْراضَ الخاشع عن
الملْهيات، وأمْسَكَ عنه إمساكَ الزّاهد عن الشهوات، وأيْنَ هو من قول أبي الوليد بن حزم طود الذكاء
والفهم في أبي العلاء بن زهر حيث يقول:
يا بن زُهرٍ طإِ الثريا عبيراً ... وحصى البيد لُؤلؤاً وعقيقَا
وتلقَّ الهواء وهو طليق ... كمحياك حين تلقى الصديقا
ما ترى الريح كيف هبتْ رخاء ... لك بعد الهبوب ريحاً خَرِيقَا
وضحى البحر هيبةً لك لمَّا ... جئته سالكاً عليه طريقا
غمَرَتْه من راحتيك بحارٌ ... صاح من وجهها الغريق الغريقا
فَرِقَ اللج منه حين استطارت ... منه أحشاؤه فريقاً فريقا
جُزْهُ ياابن الكرام أرضاً ذلولا ... أو فَقُدْه إنْ شئتَ طِرفاً عتيقا
وانتض الحزمَ حيثُ كنتَ حساماً ... واصحب النُّجْحَ حيث كنت رفيقا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute