للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو فلان ممن دخل ذلك الصنع فأحْمده، وتخيل يُمْنَ مُعَاوَدَته فاعتمده، وله في صنعةِ القريضِ باعٌ،

وبشُكْر ما يُولى اضطلاعٌ، وبين فكَّيْه لسانٌ كشقَّة مِبْرد، أوْ ظُبة حسامِ فردٍ، ولمَّا كنت - أعزَّكَ الله

مُقَدَّما في أعْلام مِصْرِك، وأَعْيانِ عصركَ، وعَلِمَ ما بيْننا منْ سهْمِ الوِدادِ، وكريمِ الإعْتِقادِ، سألني

مُخاطبَتَكَ راغباً في أنْ تُسَدِّدَ له هنالكَ غرضاً، وتُسَهِّلَ منْ حياضِ امله فُرَصاً، وترفع له في سبيل

التَّزْكيَّةِ مناراً، وتُقَلِّدَهُ منْ صَوْغِ التّحْلية طوقاً وسِواراً، فأجبتهُ لما يمُتُّ به إلىَّ منْ وكيدِ ذمامِ، وحميدِ

إِلْمام، والثِّقة بنُزُول رَغْبتي إليكَ على طرفِ ثمام، وشرف اهتمام. وأنتَ بسَرْوِكَ تُدْنيه منْ كنَفيْ

قُبُولكَ وإقْبالكَ، ولا تُخْليه من الأُنْسِ بِتَهَمُّمِكَ واهْتِبالِكَ، حتى يَصْدُرَ وهجيراه شُكر إجْمالكَ ونشر

صنيعة منْ جاهكَ أوْ مالكَ إن شاء الله.

وله في المعنى:

من عهد - أعزَّك الله - أُنْسَ فِنَائِكَ، وحُسْنَ اعْتنائك، وألِفَ برْدَ أفْيائكَ، ولينَ أرْجائكَ، لمْ يحبسْهُ

عنكَ مَسكَن ولا وطن، ولا لذَّ له في غير حجركَ وظلِّكَ وسنٌ، فمُولِي الجميل محْبوبٌ، ومكان الأنْسِ

مطلوبٌ، وفي عِلْمِكَ أنَّ النُّفوس تلْتَمِسُ الرُّجْحانَ، وتعتمدُ الفضلَ حيثُ كان.

وفلانٌ ممن قَيَّدَهُ إحسانُكَ، واسْتَعْبدَه امتنانُكَ، فهو لا يعْدِلُ بكَ أحداً، ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>