للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه على حطمه، وصمدنا تِلْقاءهُ، وصَمَّمْنا لا ننوي إلا لقاءهُ، ووصلنا نحوه السيرَ فأدْرَكْناه،

وحثثنا السعيَ وواليْناه، حتى لَحِقْناه بِدارِ الفائزَةِ، فبِتنا بها ناجزينَ لبَيَّتِنا، عامدين لِطَيَّتنا.

فَوَرَدَ أيضاً كتابُ عاملِ أريلية المذكور، وأنَّ هذا العدُوَّ المُحْتل بوادي الرَّمل أسرَ رَجُلاً من أهلِ

أريلية فحدَّثَهُ بما أرَدْناهُ، وأخبرهُ بقصدنا إيَّاه، فكعَّ عن المصامدةِ، وضَعُفَ عن المُقاومةِ، ونكَصَ على

أَعْقابِه، ورأى أنّ وَجْهَ الحزْمِ في انْقلابِه. فحَمِدنا الله تعالى على ما أوهَنَ منْ كَيْده، وأضْعف منْ أيده،

ورأينا عندما صحَّ لدينا من خبره وتبيَّناه من صَدَره، أن نجْعلَ الغزوَ إلى جِهَتيْ مَكَّادَة وشَنْت أولاليه،

فَتَقَدَّمْنا نحوهما، ويَمَّمْنا بينَ أفْقهما، فقدَّمنا بين أيْدينا من العسكر - أنماه الله - أَلْفاً وخمس مائة

فارسٍ، تُصْبِحُهم مُغيرة، وتحلُّ بهم دائرة مبيرة، فصبّحوا مكادة وأحْرقوها من جميع جهاتها، وشنوا

الغارة على، ذواتها، واكتسحوا ما وَجَدوا من غنيمَتِهم، واسْتَوْعبَ القتْلُ والأسْرُ من أَلْفي خارج

مدينتهم، ثمَّ تلَوْناهم نحن في جمعنا

<<  <  ج: ص:  >  >>