للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه الخطابي أبو سليمان هذا يتأول على وجهين:

أحدهما أن يكون الثيابُ كناية عن العَمَل الذي يموت عليه ويختم له به، ويدلّ على ذلك حديث

الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث العبد على مامات

عليه".

ويقال: فلانٌ دَنِسُ الثوب، إذا كان خبيث الفعل والمذهب. ولَبِسَ الرجلُ ثوب غدْرٍ إذا غَدَرَ. قال

الشاعر:

فإنَّي بحمد الله لا ثوبَ غَدْرَةٍ ... لَبِسْتُ ولا منْ ريبَةٍ أتَقَنَّعُ

ويروى: (لاثوب غادر) ويروى: (ولا من فجرة).

والوجه الآخر، أن يراد بالثياب ما يُلبسُ ويكتسى؛ يُريدُ أنهم يُبعثون من قبورهم، وثيابهم عليهم ثم

يُحْشرونَ إلى الموقف حفاة عراة.

وروى بعض الصحابة أنَّهُ لمَّا حضره الموت قال: أحْسِنوا كفَني فإن الميت يُبْعَثُ في ثيابه التي مات

فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>