(وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ): نصبهما على المدح. ونظير هذا من الكلام:
مرَرْتُ بِزَيْدٍ الرجَل الصَّالحَ. فإن خفضته جعلته بَدَلاً من زيد، وإن رفعته على إضمار هو. والنصبُ
على المدحِ والذم والترحُّم والاختصاص؛ إنَّما هو بإضمار: أعني. فمثال النصب على المدح ماذكرناه
من الأبيات، ومن قول الله عز وجل. ومثال الذم قوله عز وجل في صفة المنافقين (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ) وقوله تعالى (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا)
و (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) على قراءة عاصم ومنه قول الشاعر:
سَقَوْني الخمر ثمَّ تَكَنَّفُوني ... عُداةَ الله من كَذِبٍ وَزُورِ
وقول النابغة:
وَجُوهَ قرودٍ تبْتغي من تُخَادِعُ
نصب عُدَاة الله، ووجوه قرود على الذَّم. ونظيره في الكلام: مررت بزيد الفاجرَ. والفاسقَ. ومثال