صلى الله عليه وسلم، وقد سمع رجلاً من المهاجرين قد أغلظ عليه في شيء، فقال: "عمَّار جِلْدةُ ما بين عيني وأنفي فمن بلغ
منه فقد بلغ مني" وأشار بيده فوضعها على عينيه.
وقال أبو العباس في طريقة الصوفية:
حدَّثني الشوقُ عنْ تباريحي ... أن ضنى الجِسْمِ صَيْقَلُ الرُّوحِ
وأنَّ صُفْرَ الوُجُوه مُسفرَةٌ ... تُشْرِقُ في الليل كالمَصابيح
وأنَّ رَوْحَ الإلهِ مُطَّلِعٌ ... على المحبينَ في التراويح
أفْلَحَ عبدٌ جَفا الكرى سَهَراً ... بين سجودٍ وبين تسبيح
خلا بمولاه غيرَ مُلتَفِتٍ ... في الجمْعِ للفَرْقِ غيرَ تَلْوِيح
أصبح منْبتُ سيْرهِ فَلَه ... منْ لُطْفِ مَوْلاه أيُّ تَرْويحِ
شاهدٌ ماغَابَ في سَريرَتِه ... وطَارَ إحساسُهُ معَ الرِّيحِ
لا مثْلَ منْ لُوِّنَتْ مَسَالِكُه ... فَتاهَ بينَ المَهَامهِ الفيحِ
عرِّضْ بالحقِّ في المثال لهُ ... والفوْزِ، لوْ نالَهُ بتصريح
موْلاي إنِّي علَيْكَ مُعْتَمدٌ ... فجُدْ بفضْلٍ عليَّ ممْنوحِ
ونجِّني فالذُّنوبُ مُغْرقتي ... وأنتَ نجَّيْتَ تابِعي نوحِ
وفي المعنى أيضاً يقول:
أجيرَةَ بيتي مالَكُمْ بِكُمُ السَّهوُ ... أمَرَّلكمْ شَجْوٌ وطابَ لي الشَّجْوُ
خَدعْتُكُم واسْتَأثرَ القلبُ بالهَوى ... لكُم مُرّهُ البادي وفي كبِدي الحُلْوُ