وفَتَكْتِ بالأبْطالِ دُونَ أَسِنَّةٍ ... وَقَواضِبٍ فَتكاتِ ليْثٍ ضارِ
وإذا قَتَلْتِ بلاَ قتالٍ لمْ يُفِدْ ... كَسْبُ المُهَنَّدِ والقَنا الخَطَّارِ
دارُ الفَناء نَعُدُّها لِبَقائنا ... عيْنُ المُحالِ بَقاءُ هذي الدارِ
دارُ الرَّحيلِ نعُدُّها لِقَرارِنا ... كَيْفَ القرارُ بغيرِ دارِ قرارِ
مَكَّارَةٌ غَرَّارَةٌ غَدَّارَةٌ ... وثَّابَةٌ سلاَّبَة الأعْمارِ
أكَّالةٌ أبْنَاءَهَا قَتَّالَةٌ ... من غيرِ خَوْفِ مُطالبِ بالثَّارِ
دَرَّاكَةُ الأوْطارِ منْ مَطْلُوبِها ... قدْ أمَِّنَتْ منْ طالِب الأوتارِ
إنْ أًَقْبَلَتْ فَلْتَرْتَقِبْ إدْبارَهَا ... لا بُدَّ للإقْبالِ منْ إدْبارِ
أوْ أوْردَتْ فلْتَرْتَقِبْ إصْدارَهَا ... لا بُدَّ للإيرادِ منْ إصْدارِ
وإذا صَفَتْ حِيناً تَشُوفُ صَفَاءَهَا ... لِلْحَيْن بالأقدارِوالأكْدارِ
إسْكَنْدَرٌ طَوَّافُها جَوَّابُها ... فَتَكَتْ بِه وبِجَيْشِهِ الجَرَّارِ
جَيْشٌ يَظَلُّ به الفَضاءُ مُعَضِّلاً ... تَرَكَ الإكَامَ كَأنَّهُنَّ صَحَار
أيْنَ الفَراعِنة الَّذين تَمَرَّدُوا ... وتَجَبَّروا سَفَهاً على الجَبَّارِ
أيْنَ الّذين إلى الرِّياحِ تعرَّضوا ... صاروا لَنا خبَراً منَ الأخْبارِ
عَصَفَتْ علَيْهِم للمَنُونِ عَواصٍفٌ ... نَقَلَتهُمُ منها لدَارٍ بَوَار
وهذه القصيدة طويلة، ذكربها أسماء أفناهم المَلَوان، وأخْلََق جَديدَهُم الجديدان، وعَفَّتْ آثارَهُم خُطُوبُ
الأزْمان، ولا يَبْقى على الخدمان، إلاّ القائم الدَّائم الواحدُ المَنَّان، وكُلُّ شيءٍ بعْدَه فمنقطع وفان.
وقوله:
يا كوكباً ما كان أقصر عمره