أنا في أَمْرٍ رَشادٍ ... بَين غَزْوٍ وَجِهادِ
بَدَني يغزو الأَعادي ... والهَوَى يَغْزُو فُؤَادي
وحكى أبو نواس أيضا، قال: حدثني سليمان بن ابراهيم، قال: بينما أنا ذات يوم أمشي في أزقة
البصرة، إذ سمعت جارية تترنم وتقول:
يَا دَوْلَةَ العِزِّ من بعد الخمول ويا ... إِقبالَ دنيا بلا شيءٍ من الكَدَرِ
يا فرحة الصَّبِّ بالمحبوب إذ ظفِرَتْ ... منه اليدان به في ساعة الظَّفَرِ
يابرْد غُلَّة أُمٍّ غاب واحدها ... مُسافراً ثم وافاها من السفرِ
ياراحة النفس يا بردَ العليل إذا ... أتاه بعد اتِّصال الوصْل بالسَّهرِ
يافرحةَ في قلوب الناس كلهم ... ياطلعة الشمس بل يا طلعة القمر
أصبحتَ أملح مَنْ في الناس مِن بَشَرٍ ... كأنك الأمن بعد الخوف والحذر
غُصْنٌ مِنَ البان تثنيه الرياحُ على ... زَهْرِ الرياض اذا هَبَّتْ مَعَ السَّحَرِ
فقلت لانسان كان خلفي: لقد جمعت هذه محاسن الدنيا. فمن تخاطب؟ قال: هي عاشقة لابن مولاها،
وأبوه قد حال بينهما.
وحكى أبو العباس محمد بن يزيد، قال: لما قدم علينا محمد بن طاهر، قال: هل عندكم موسوم بأدب،
منسوبٌ إلى معرفة، يستراح إليه؟ فأرسل بي إليه. فلما دخلت عليه، سلّمتُ، فرد علي السلام،
وأمرني بالدنُوِّ، فدنوت، ثم التفت إلي، بعد أن أمهلني ساعة. فقال لي: أنت أديب (العراق).