فلا تُنْكري منهُ المشيبَ فإنَّه ... غُبارُ صروفِ الدَّهْر فوقَ قُرونِهِ
هَبِيهِ كمثل الرَّوْض لمَّا تَأَزَّرَتْ ... رُباهُ، بَدَا نُوارُهُ في غُصُونِهِ
وقال القاضي أيضا:
قَوَّسَ الشِّيبُ قَناتي ... بَعْدَ أنْ كانتْ سَوِيَّهْ
وغدا يَشدُو برَأْسِي ... أنَا عنوانُ المَنِيَّهْ
وقال أيضا في المعنى:
تَعَجَّبَتْ أنْ رأَتْ مَشيبي ... يضحكُ في مفرقي سُمَيَّهْ
لا تعْجَبي فالبياضُ زِِِيٌّ ... مِنْ زِيِّ قوْمي بني أُمَيَّهْ
وقال يصف البدر:
أُنظُرْ إلى البَدْرِ في السماء وقدْ ... حَفَّتْ بحَقْوَيْهِ الأَنْجُمُ الزُّهْرُ
كأَنَّهُ بركةٌ مُفضَّضَةٌ ... حُفَّ بها منْ جَنابِها زهْرُ
وقال أيضا:
يا مَنْ أتَى يَخْرُصُ الزَّيتونَ فارغةً ... ويَستدِلُّ على ما فاتَ بالوَرَقِِ
أتَعْلَمُ الغيبَ دونَ الناسِ كُلِّهمُ ... لا والذي خلق الإنسانَ منْ عَلَق
وإنَّما أتَتْ فيما تَسْتدلُّ بهِ ... كثاقِبِ الدُّر في داجٍ منَ الغسَقِ
فَتُبْ إلي اللهِ واحْذَرْ منْ عواقِبِهِ ... (منْ يَرْكبِ البحرَ لا يَأمَن من الغرقِ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute