للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع

وحكى محمد بن عرفة عن نفسه قال: دخلتُ على محمد بن داوُود الأصبهاني في مرضِه الَّدي ماتَ

منهُ. فقلت له: كيفَ تَجِدُكَ يا سيدي؟ فقال: حُبُّ منْ تَعْلَم أوْردني ما تَرى. فقلت له: كيفَ بالاستِمتاع

به مع القُدْرة عليه. فقال: الاستمتاع به علي ضربين:

أحدهما: النَّظرُ المُباحُ، والاخر: اللَّذَّةُ المَحْظُورةُ، يَمْنَعْنيها ما حَدَّثَني به أبي، عن أشياخه عن ابن

عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه قال: "منْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ ومَاتَ فهو شهيد".

وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري، انه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. (العِشْقُ في

غير ريبَة كَفَّارةٌ للذُّنوبِ).

وكانَ يحي بن معاذ يقول: لو كان لي من الأمر شيء ما عذبت العشاق؛ لان ذنوبهم ذنوب

اضطرار، لا ذنوب اختيار.

وروى عن النبي عليه السلام، قال: "الصبْرُ ثلاثة: صَبْرُكَ عن المَعْصية، وصبْرُكَ علي المُصيبَة،

وصبْرُك على الطََّاعة، فالصبر على المصيبة ثلاث مائة درجة. والصبر على الطاعة ستمائة درجة.

والصبر عن المعصية تسعمائة درجة".

وقيل ان الله تبارك وتعالي يُمَحِّصُ خطايا أهل الهوى، ويكفر سيئاتهم لطول محنتهم، بطول محبتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>