للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

هو التوراة والانجيل. وقيل: كل كتاب أنزله الله. وأصل اللَّعْن الابعاد على جهة الطرد.

قال الله سبحانه (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا لَعَنَهُ اللَّهُ) أي أبعده الله. فإذا أخبر الله تعالى أنه لعن عبداً فمعناه الاخبار، فإنه أبعده من

رحمته. إذا قيل: لعنه الله، فمعناه الدعاء، كأنه قيل: أبعده الله. ولا يجوز لعن من لا يستحق العقوبة.

إذ اللعن في الحكم؛ الإبعاد من رحمة الله بإيجاب العقوبة. فدبره.

قال الشماخ:

دعوت له القطا ونفيتُ عنهُ ... مَقام الذِّيبِ كالرَّجُلِ اللَّعينِ

أرادَ مَقامَ الذئب اللعين.

والكِتْمانُ؛ اختيارٌ من الكاتِم وقصد، وليس كالنسيان؛ لأن النسيان اضطرارٌ. وتعلّم العلم واجب ثم

العمل به، وهذه الآية التي استقصيت الكلام عليها، مضمنة الزجر عن كتمان علم الدين، والحض

عليه والترغيب فيه، وألزم شيء للعالم، بيان ما يعلمه، وافشاؤه وذكره عند من لم يوته الله منه شيئا

امتثالا لقوله تعالى (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) الآية.

ولقول الرسول عليه السلام لأبي هريرة: "يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلَّمْه فإنك إنْ مِتَّ وأنتَ

كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق،

<<  <  ج: ص:  >  >>