للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لئن آثرتْ بالحبِّ أهل بلادها ... على نازِحٍ منْ أرْضِها لا ألُومُهَا

وهلْ يَسْتَوي منْ لا يَرى غيْرَ لَمَّةٍ ... ومنْ هُوَ ثاوٍ عند ليلى مُقيمها

والعرب تقول: ما تأتينا إلاّ لِما ما وإلْماما؛ أي في الحين بعد الحين. وقال الشاعر:

رِياشي منكم وهَوايَ مَعَكُم ... وإنْ كانت زِيارتكم لِمامَا

وقال جرير:

كِلاَ يَوْمَيْ أُمامَةَ يومُ صدّ ... وَإنْ لم تَأْتنا إلاَّ لِمَاما

وعن الحميدي عن سفيان عن أبي حُسَيْن: اللِّمَامُ: الفينة بعد الفينة.

قال صاحب العين: الفينة بعد الفينة. يريد الحين بعد الحين. قال: ولا يكون اللَّمم أن يهمَّ ولا يفعل؛

لأن العرب لا تقول: ألمَّ؛ إلاّ إذا فعل الإتيان؛ لا أنه همَّ به ولم يفعله.

قال: واللَّمَمُ في الاستثناء صحيح، لأن الإلمام بالفاحشة فاحشة. فاللَّمَمُ من جنس الفواحش، وهو

مستثنى من جملة الكبائر، وسائر الفواحش. وهو فاحشة مغفورة إذا لم يصرّ عليها فاعلها بدليل قوله:

(إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ). والمغفرة لا تكون إلاَّ عن ذنب.

<<  <  ج: ص:  >  >>