وأما قوله: فَآزَرَهُ، فتفرّد ابن عامر بقصره فقرأ: فازَرَهُ؛ فعله. وقد توهَّمَ قوم من أهل الضَّعفِ في
النحو وعلم التصريف، أن الوزير من هذا اللفظ، وليس كذلك، لأن فاء الفعل من الأزر همزة، ومن
الوزير واو. وتقول أزَرَني فلانٌ أي أعانني، ووازَرَني صار لي وزيرا، ولو كان منه لقيل فيه:
أزيرٌ. فتدبَّرهُ.
قال الله تعالى (كَلَّا لَا وَزَرَ) أي: لا ملجأ ولا جَبَل. قاله ابن عباس وغيره فالوَزيرُ من هذا دون ريب. فأما ما
جاء في الحديث: "ارجِعْنَ مَوْزُورَات غير مأجورات" فهو من الوِزْر. وأكثر أهل اللغة يخطئ من
رواه مأزورات بالألف. إلا أنه روى عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب أنه قال: يجوز على أن
تتبعه مأجورات ليكون الكلام على لفظ واحد.
وقوله: والليل أغسَقُ، يقال ليلٌ أغْسقُ وليل غاسِقٌ، وغَسَقُ الليل: اجتماعُ ظُلْمَتِه، وقيل بدْءٌ ظلمته،
وقال زهير:
ظَلَّتْ تجولُ يداها وهْيَ لا هيةٌ ... حتَّى أَنَارَ جنح الاِظْلاَِم والغَسَقِ
وأصلُ الغَسَق: الجَرَيانُ بالضَّرَر، من قولهم: غَسَقَت القُرْحة إذا جرى صديدها. ويُقال غسقت عينُه
غَسَقاً؛ إذا جرى دمعها بالضرر الباعث له. والغسقان صديد أهل النار، وفيه أقوال كثيرة. وفي كتاب
الله تعالى (حَمِيمٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute