للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن سمعون (١) : رأيت المعاصي نذالة؛ فتركتها مروءة فاستحالت ديانة (٢) .

والنوع الثاني: أن يكون مكتسبا، إما من مقام الإيمان كحياء العبد من مقامه بين يدي الله يوم القيامة فيوجب له ذلك الاستعداد للقائه، أو من مقام الإحسان، كحياء العبد من اطلاع الله عليه وقربه منه، فهذا من أعلى خصال الإيمان.

وفي حديث مرسل: " استحيي من الله كما تستحيي من رجلين من صالحي عشيرتك لا يفارقانك "، وروى موصولا (٣) . وسئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كشف العورة خاليا، فقال: " الله أحق أن يستحيي منه (٤) . وفي حديث ابن مسعود المرفوع: " الاستحياء من الله: أن تحفظ (٥) الرأس وما وعي والبطن وما حوى وأن تذكر (٦) الموت والبلى، ومن أراد ترك


(١) هو محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس البغدادي وسمعون: وهو لقب جده إسماعيل. راجع " طبقات الحنابلة " (٢ / ١٥٥ - ١٦٢) ،، " تاريخ بغداد " (١ / ٢٧٤ - ٢٧٧) ، و" السير " (١٦ / ٥٠٥ - ٥١١) .
(٢) " طبقات الحنابلة " _ ٢ / ١٥٦) ، ذكر هذا القول.
(٣) أخرجه الطبراني في " الكبير " (٨ / ٢٢٩) ، من طريق أبي عبد الملك علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعا. وقال ابن معين: علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة: هي ضعاف كلها. وانظر " جامع العلوم " (١ / ١٠٦) .
(٤) علقه البخاري في كتاب " الغسل " باب (٢٠) " من اغتسل عريانا وحده في الخلوة " قبل حديث (٢٧٨) ، وأخرجه أبو داود (٤٠١٧) والترمذي (٢٧٩٤) ، وأحمد (٥ / ٤) والحاكم في " مستدركه " (٤ / ١٧٩) .
(٥) في " ف " بنقط الفاء فقط، وما أثبتناه من الرواية.
(٦) في الرواية: " ولتذكر ".

<<  <  ج: ص:  >  >>