للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء ". خرجه الترمذي وغيره (١) . وخرج البخاري في " تفسيره " (٢) عن ابن عباس في قوله تعالى {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْه} [هود: ٥] أنها نزلت في قوم كانوا يجامعون نساءهم ويتخلون فيستحيون من الله فنزلت الآية.

وكان الصديق يقول: استحيوا من الله؛ فإني أذهب إلى الغائط فأظل متقنعا بثوبي حياء من ربي عز وجل (٣) . وكان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم لا يقيم صلبه حياء من الله عز وجل (٤) .

قال بعض السلف: خف الله على قدر قدرته عليك، واستحيي منه على قدر قربه منك. وقد يتولد الحياء من الله من مطالعة النعم فيستحيي العبد من الله أن يستعين بنعمته على معاصيه، فهذا كله من أعلى خصال الإيمان.


(١) الترمذي (٢٤٥٨) ، وأحمد (١ / ٣٨٧) من طريق الصباح بن محمد، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود. والصباح ضعيف، واستنكروا عليه هذا الحديث، وصوبوا وقفه على ابن مسعود وانظر " جامع العلوم " (١ / ٢٨٨) .
(٢) (فتح: ٤٦٨١) .
(٣) " الزهد " لابن المبارك _ ص: ١٠٧) وانظره في " علل الدارقطني " (١ / ١٨٦) .
(٤) أخرجه أحمد في " الزهد " (ص: ٢٤٧) ، ومن طريقه أبو نعيم في " الحلية " (١ / ٢٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>