المراد هنا أن تفاسير الأمة تُخَرَّجُ من هذه الأصول، وقد ذكرها ابن القيم فقال:«وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول: تفسير على اللفظ، وهو الذي ينحو إليه المتأخرون، وتفسير على المعنى، وهو الذي يذكره السلف، وتفسير على الإشارة والقياس، وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم»(١).
أولاً: التفسير على اللفظ:
التفسير على اللفظ هو: تفسير الكلمة بعينها؛ أي: بما يطابقها في اللغة، وقد يتوسعون في تحليل المدلولات اللفظية؛ كأصل الاشتقاق، ومعانيها في اللغة ... إلخ.
وقد اهتم بهذا النوع مَنْ كَتَبَ في معاني القرآن وغريبه.
ولابن عطية والطاهر بن عاشور اهتمام بتحرير معنى اللفظة في لغة العرب.
قال ابن عطية: «و {تَفَكَّهُونَ}[الواقعة: ٦٥] قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: معناه: تعجبون.
وقال عكرمة: تلاومون.
وقال الحسن: معناه: تندمون.
وقال ابن زيد: تتفجعون.
(١) «التبيان في أقسام القرآن» (ت: طه شاهين) (ص٥١). قلت: كان يحسن دمج هذا المبحث بالمبحث الذي يليه «طريقة السلف في التفسير»؛ لأن الموضوعين متداخلان.