للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الثانية: لعلة سرقتهما (١).

الجملة الاسمية تدل على الثبوت (٢).

الجملة الفعلية تدل على التجدد (٣). مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الأنفال: ٣]. قال الطاهر بن عاشور: «وجيء بالفعلين المضارعين في «يقيمون» و «ينفقون»، للدلالة على تكرار ذلك وتجدده» (٤).

مجيء الفعل الماضي بصيغة المضارع لإفادة تصوير الحال الواقع عند حدوث الحدث. مثل قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج: ٦٣]، قال الطاهر بن عاشور: «وإنما عبر عن مصير الأرض خضراء بصيغة «تصبح مخضرة» مع أن ذلك مفرع على فعل «أنزل من السماء ماءً» الذي هو بصيغة الماضي؛ لأنه قصد من المضارع استحضار تلك الصورة العجيبة الحسنة» (٥).

فائدة اسم الموصول الدلالة على عِلِّية الحكم؛ أي: قرن الأمر بعلته.

فمثلاً، قوله تعالى: {وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} [سبأ: ٤٢] علة القول لهم هو أنهم ظلموا.

وأخيراً؛ فهذه الأمثلة غيض من فيض، وبالمطالعة ستجد أكثر من هذه. [٩٣]

ثانياً: القواعد الترجيحية

المراد بالقواعد الترجيحية: القواعد التي نعملها عند الترجيح بين أقوال المفسرين.

ويكون استعمال هذه القواعد في حالتين:


(١) «أضواء البيان» (٥/ ٢٣٨).
(٢) و (٣) «معترك الأقران» (٣/ ٦١٤)؛ «حاشية محيي الدين شيخ زاده» (١/ ٣١، ٣٢).
(٤) «التحرير والتنوير» (٩/ ٢٦٠).
(٥) «التحرير والتنوير» (١٧/ ٣١٨)، (١٠/ ٤٠)؛ وانظر: «روح المعاني» (٩/ ٩٠).

<<  <   >  >>