والنهوض به من الجانب التحقيقي، وإن من سبيله ـ فيما أرى ـ ما يأتي:[٧]
أولاً: تشتمل مباحث علوم القرآن على جانبين: جانب نظري بحت، وجانب نظري تطبيقي.
فالأول: كعلم عدد الآي (١)، ومعرفة الصيفي والشتائي، والمنامي، والسفري والحضري من النزول ... ونحوها.
فهذه العلوم يمكن أن تدرَّس للطالب بجانبها النظري، ومن رأى فيها جانباً تطبيقيّاً فليدرسها على الجانب التطبيقي.
والثاني: كقصص القرآن، وأمثال القرآن، وأقسام القرآن ... ونحوها.
فهذه العلوم ونحوها يمكن أن يُجرى عليها التطبيق بعد المعرفة النظرية لها.
وللتطبيق مجالان: القرآن الكريم، والتفسير، ولكل منهما ما يناسبه من الموضوعات.
والمراد بالتطبيق: أن يقوم الطالب باستخراج الأمثلة من القرآن أو التفسير؛ كما يفعله طالب علم الحديث، حينما يقوم بتخريج الأحاديث أو دراسة الأسانيد.
وعلى هذا، فيمكن أن يُطلب من الطالب استخراج الأمثلة من القرآن لموضوع (أمثال القرآن).
ويطلب منه في (المكي والمدني) دراسة أثر معرفة المكي والمدني من خلال التفسير.
بهذا، سيكون عند دارس هذا العلم ميدان تطبيقي يخرِّج منه ما درسه في الجانب المعرفي النظري.
(١) كنت كتبت هذا بناءً على طريقة عرض بعض كتب عد الآي، ثم ظهر لي أن في هذا العلم تطبيقات مهمة، وأنه يتصل بعلم الوقف والابتداء، وبعلم البلاغة، وله تعلق بفضائل بعض السور والآيات، وأن الآيات المختلف فيها مجال لمثل هذه التطبيقات.