أما مشكلة الثقافة فلم يحن الوقت بعد لسياسي جزائري أن يفهمها على أنها هي أساس السياسة وقاعدتها.
وسوف أكون أول من طرح مشكلة الثقافة في الجزائر بعد خمس عشر سنة دون أن يشجعني المسؤولون. والأمر أبعد من ذلك كما سأبين لاحقا.
ومهما يكن فإن الأخبار التي استجمعها في الحي اللاتيني عندما أكون في باريس عابرا، تعلن عن تعاظم شهرة بن جلول في البلاد.
كان نجمه يسطع هناك في البلاد. وكان نجم مصالي يتلألأ هنا في فرنسا.
أصبح علي بن أحمد منغلقا على نفسه أكثر من أي وقت مضى، وامتدت شكوكه لتصل إلى الأمين الحسيني الذي كان يرى فيه شخصا غريبا استخلف به الإنجليز مفتي القدس. حتى تشابه الملامح الجسدية الضرورية حتى يقوم شخص مقام شخص آخر لم تكن لتثني علي بن محمد عن رأيه إذ كان يرى أن المسألة ممكنة بفضل الجراحة التجميلية.
محمد بن ساعي أيضا أصبح منطويا. وكان يشك في كل الناس , وإلى عادته في البصق على يمينه ويساره وهو يتحدث، أضاف هوسا جديدا مقلقا، فكان لا يتحدث دون أن يلتفت من حوله لينظر إن لم يكن هناك من يسمع كلامه. كانت هذه الآثار الأولى للإحساس بالاضطهاد التي بدأنا نشعر به في مجموعتنا. فقد أزعج بن ساعي في دراسته، وكانت أطروحته في جامعة السوربون تحت وحمة