للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

المقال الحقير الموسوم (فرنسا هي أنا)، الذي قدر من خلاله، المساعد الرئيسي لبن جلول - وأقصد هنا فرحات عباس - بأنه من الضروري الرد على صحيفة (Le Temps) . لقد كان مقالا سافلا وكفى. وهكذا دخل البطل الوطني رقم اثنين أو ثلاثة معترك (البوليتيك) من باب الفضيحة. فقد أنكر بكل بساطة وجود الجزائر بصفتها (أمة)، مدعيا أنه (بحث في كل مكان، حتى في رماد المقابر دون أن يعثر على شهادة بوجودها).

اغتاظ علي بن أحمد واستشاط غضبا، أصفر وجه بن ساعي وكنت مشوش الذهن. ما العمل؟ نصح بن ساعي بالتريث وانتظار رد فعل الوطنيين و (العلماء). كان الردان دون المستوى. فقمت بتحرير مقال، لا شك أن بن ساعي يحتفظ بنسخة منه (١)، وتم تداوله في الحي اللاتيني والإطلاع على محتواه وخاصة من قبل السيد كسو بشخصيا. وقد قدم هذا الأخير إلى العاصمة الفرنسية حاملا الشارة الاشتراكية في انتظار منصب، لا أعرف ما هو، في حكومة بلوم التي تشكلت حديثا. وعلى أية حال فإن الاشمئزاز


(١) وهذا الذي حصل بالفعل إذ احتفظ المرحوم محمد حمودة بن ساعي بنسخة من المقال المشار إليه ولم ينشر إلا بعد مرور أكثر من ستين سنة بعد تحريره وقامت مجلة (الرواسي) المتواضعة التي تصدر بباتنة بنشره في عدد شهر جمادى الأول ١٤١٢ الموافق لشهر نوفمبر ١٩٩١، وأعاد نشره عبد الرحمان بن عمارة في كتابـ (colonisabilite). الظاهر أن الظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي عاشها بن ساعي في الجزائر تفسر هذا التأخير في نشر هذا المقال. (لمترجم).